مارو الحزينه عضو مميز
المساهمات : 2146 تاريخ التسجيل : 26/01/2010
| موضوع: سيرة الأنبا انطونيوس ومعلومات عنه السبت يناير 30, 2010 4:25 am | |
| انطونيوس معناه فى اللاتينية : عوض
البابا أثناسيوس يفتخر لأنه حمل الماء للأنبا أنطونيوس
كتب البابا أثناسيوس الرسولى البطريرك الـ 20 سيرة الأنبا انطونيوس وأنتشر قصته فى العالم الغربى وكانت النتيجة أن بدا الغرب النظام الرهبانى نقلاً عن رهبان مصر , وكان البطريرك المصرى يفتخر بكونه عرف القديس أنطونيوس منذ حداثته , وأنه كان يستقى له الماء مراراً كثيرة ( أى يحمل له الماء من البئر إلى قلايته ) وقال عن الأنبا أنطونيوس ما خلاصته (1) : "
ولد القديس الأنبا انطونيوس أب الرهبان فى سنة 251 م فى مدينة أسمها كوما (2) من والدين مسيحيين أشتهرا بالغنى والمال والفضيلة فربياه تربية مسيحية على فعل البر والتقوى , وكان من طبيعته محباً للعزلة والأنفراد يقنع بالشئ البسيط من متطلبات المعيشة , ومع أن والدية لم ينظماه فى سلك التعليم بإحدى المدارس إلا أنهما هذباه بعلومهما ومعارفهما كما تدل كتابات القديس أنطونيوس الباقية إلى ألان التى تدل على مقدرته وتشهد له بالتضلع .
سمع صوت المسيح أثناء قراءة الأنجيل / أذهب وبع كل ما لك
وعندما بلغ الثامنة عشرة حتى فقد أبويه فإلتزم بتربية أخته الصغيرة ويدير حركة أملاكه الواسعة التى تركها له أبويه وكان ينفق منها كثيراً لأغاثة البائسين , وكانت الأفكار المقدسة متملكة عليه كثيراً , وكان معجب من شهادة ألاباء الرسل الذين تركوا كل شئ وتجندوا لخدمة الكلمة , وكيف كان كل مؤمن بواسطتهم يبيع املاكه ويضع ثمنها تحت أقدامهم , وأتفق ذات يوم أنه ذهب إلى الكنيسة كعادته هو وأخته وهذه الأفكار تشغل خاطره , وإذا كان فى الكنيسة يوما وإذا بفصل الأنجيل يقرأ فسمع السيد المسيح يقول لأحد الشبان اليهود الأغنياء : " إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب وبع كل املاكك ولأعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال أتبعنى " ( مت 19 : 11) فحالما سمع هذه العبارة حسبها صوتاً إلهياً ينادبه من السماء فرضخ لهذه المشورة وقرر تنفيذها فقام وباع كل ماله 3000 فدان من أجود الأراضى وترك جزءاً لأخته , وفى اليوم التالى سمع قول الرب فى الكنيسة يقول لا تهتموا بالغد دع الغد يهتم بما لنفسه , وعندما عاد إلى منزلة قرر أن ينفذ ما سمعه فأعطى أخته نصيبها ثم توجه بها إلى دور العذارى التى كانت فى عصره , وعاش فى منزل تظلله جميزة (3) ولما لم يكن له مال على كد يديه بالعمل فقد كان يصنع قففاً وحصراً ويقتات بثمنها , وفى نفس الوقت كان يتقدم فى الفضائل ويروض جسده على طاعة روحه فى عيشة من الزهد والتقوى فكان ينموا فى القداسة يوماً بعد يوم .
بداية معرفة الطريق ولم تكن الأديرة معروفة فى عصره بل كان الأتقياء الهائمون بحي العزلة والفقر الأختيارى يجتهدون حسب طاقتهم فى الأنفراد عن العالم والأبتعاد عن معاشرة الناس حباً فى العبادة والنسك والتلذذ بالروحيات , وكانوا يتخذون لأنفسهم مغائر وكهوف لا تبعد كثيراً عن المدن والقرى , وهناك ينعكفون على العبادة , فإجتمع حول أنطونيوس بعض من هؤلاء , فكان يمر عليهم ويخدمهم ويتعلم منهم الفضائئل التى أكتسبوها , فكان كالنحلة التى تجمع شهدها من أزهار متنوعة , فجمع الكثير من الفضائل من هؤلاء فمن واحد الصبر ومن آخر الأتضاع ومن غيره الصمت ومن رابع الطاعة .. ألخ حتى وصل إلى درجة عليا فى سلم الفضائل وشابه المتعبدين فى مغارة واحدة , وكان يقلدهم فى العبادة , وأتخذ منهم شيخاً معلما له , وكانت له ذاكره قوية فكان كلما يقرأ الكتاب المقدس يحفظ أجزاء كبيرة منه حتى ولو قرءه مرة واحدة , وكان يحفظ جميع من عرفهم ويعاملهم بمحبة شديدة حتى أعجب به المتوحدون فكانوا يجلون قدره ويقفون عند قدومه ويحيونه قائلين : " تعال يا حبيب الرب "
ثم عبر النهر إلى الناحية الشرقية, وهناك وجد جميزة كبيرة فسكن هناك ولازم النسك العظيم والعبادة وشغل اليد حتى جاءت إمرأة تستحم في النيل بالقرب من مكانه , فلما انتهرها بادرته قائلة: " لماذا تنظر إلى أنت مخلوق من تراب أنت يجب أن تنظر إلى المادة التى صنعت منها ؟ , إن هذا المكان لا يصلح لسكن الرهبان ولو كنت راهباً لسكنت البرية الداخلية "
غير أن الشيطان عدو الخير لم يرق له ان يرى شاباً كهذا متمسكاً بمحبة الرب يسوع فجمع كل جنوده الشريرة وقام بالهجوم عليه بسهام الندم والأغراء والتهديد والوعيد , فراودته الأفكار الرديئة , فكان مرة يدفعه ليأسف على توزيع ثروته ويقول له , كان يمكنك أن تبيعها وتتصرف أحسن مما تصرفت , فكان يمكنك توزيع دخلها على الفقراء وتعيش أيضاً فى خوف الرب ورضاه وكنت ستعول عائلات فقيرة كثيرة , وكان يهاجم بمسؤوليته على أخته : فيذكر له أنه الوحيد الذى يجب عليه رعايتها فكيف يتركها هكذا بلا عناية فى العالم , وتاره يصعب عليه مشقات طريق التعب والوحدة والأنفراد عن العالم , وفوق كل هذه الحروب كان يملأ مخيلته من ألأشباح والصور الجميلة التى تسوقه إلى الفساد أملاً فى أن يخلب لبه فيسقطة فى الخطيئة ويثنيه عن عزمه فيتغلب عليه ,وقد انهك هذا القتال الذى لا هوادة فيه ليل نهار القوى الجسدية لديه حتى كان ذات يوم أنه لم يستطع أن يقف ولا حتى أن يجلس بل ظل مستلقياً على الأرض فى شبه إغمائة بينما إنتهز الشرير هذه الفرصة فى مهاجمته فى قسوة (4) ليحطم معنوياته , فقال أنطونى : " | |
|