لقد فقد العالم سلامه لأنه ابتعد عن رب السلام والذي هللت له الملائكة بالسلام .
لقد فقد القلب أمنه لأنه ابتعد عن الميناء الهادي وسيطرت عليه أمواج الخطيئة والموت . فما العمل في هذه الأيام المباركة . وكيف يمكن رجوع البركة إلى القلب والبيت والأسرة . لنتذكر الآباء والأجداد كم كانت حياتهم بالخيرات غزيرة وبالبركات مليئة وكم كانت قلوبهم بسيطة يقدمون بسخاء لا يطمعون إلا برحمة رب السماء . كم نتذكر رجالاً وصلوا أعلى المناصب وأعلى درجات الإيمان معاً .
إذن لنفهم هذه المناسبة الغالية ونرنو بعيوننا نحو مغارة بيت لحم لنتمتع برؤية الطفل الإلهي نلتمس من نوره هدياً لحياتنا .
وأين تلك المغارة إلا الكنيسة التي نستشعر في أحضانها دفء الأمومة ودفء محبة الآب السماوي . نحبه لأنه أحبنا أولاً .
نحن في أمس الحاجة وقد دخلنا الألف الثالث لميلاد المخلص أن نقف لحظة مع أنفسنا . أين نحن ولم نعيش وماذا نأمل في هذه الحياة التي نهايتها واحدة للجميع بدون استثناء. لنرنو إلى حياة أسمى ومدينة سماوية خالدة نحيا بها ولا نموت وهذا لن يكلفنا شيئاً سوى أن نرى الله أمامنا في كل حين ونعيش حياة المحبة والصلاة والصوم والتأمل . لأننا بهذه الأعمال نرث الحياة الأبدية ونرى مدينة السلام العلوية وقد ضمت جميع الأبرار والصالحين .
وفي الختام أضرع إلى الطفل الإلهي رافعا يدي الضعيفتين وحانيا ركبة قلبي أمام جلاله لكي يعيد عليكم هذه المناسبة المباركة وأنتم بأتم الصحة والعافية وأن يمن عليكم بملء البركة ويملأ بيوتكم من كل خيرات الأرض وأن تحل عليكم نعمته السامية . خاتماً بالتسبيح الملائكي :
المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة
اذكروني في صلواتكم
--------------------
اخيكم: ناصر ابن الامير تادرس