نصائح هامة لراغبى دراسة سفر نشيد الانشاد:

نصائح هامة لراغبى دراسة سفر نشيد الانشاد:

هذه بعض النصائح الهامة لمن يريد أن يدرس سفر نشيد الانشاد وهى مأخوذه عن كتاب مترجم من سنة 1894م واسم الكتاب:

hudson taylor "uion"
communion "forwead by G. Amotyer ,London
____________________________________________

+لقد استمتع دارسوا الكتاب المقدس فى القرون الماضية بالتمن فى سفر نشيد الانشاد .أما فى هذه الايام فمن النادر أن نسمعه من على المنابر أذ يحس الكثيرون بشئ من الخجل فى اتخاذه موضوعآ لعظاتهم .

غير أن محب الاسفار الالهية لا يمكنه السكوت عن هذا الموضوع فالضرورة موضوعة عليه أن يواجه مسألة تفسير هذا السفر .

آن هذا السفر سفر رمزى يعبر عن الصلة بين السيد المسيح وبين الكنيسة "أو النفس البشرية "
فالعريس هو المسيح يسوع والعروس هى الكنيسة "أو النفس البشرية "
وبما أن العهد الجديد فى متناولنا فهو يعطينا المفتاح لهذه الانشودة العظمى بين العريس وعروسه .

+فالرب نفسه استخدم هذا التعبير الرمزى فى متى 25

وكذلك يوحنا المعمدان يوحنا 3
وقد كرره بولس الرسول فى 2 كو 11 : 2 ,أفسس 5 : 25 _ 32
ثم نجده فى سفر الرؤيا ( 21 : 2 , 9 )


+ ولو رجعنا الى العهد القديم لوجدنا الفكرة ذاتها اذ نجد فيه الزواج اساسا لتعليم عميق عن حياة الكنيسة على الارض
(أشعياء 54 ؛ 6 , أرميا 2 : 1 _3 , حزقيال 16 : ,23 , هوشع أصحاحات 1 : , 3 )

فى كل هذه الاصحاحات نلاحظ أن علاقة الله بشعبه تمامآ كما هى علاقة الزوج بزوجته ,والواقع أن هذه الايات هى نواح على كسر الزواج واهانة الصلة المقدسة اذ تتساوى كلمة الزنى بكلمة عبادة الاوثان .

وهذا الموقف يوضح منذ القديم ان علاقة الله بشعبه هى علاقة على مستوى الزيجة بكل قواعدها الاساسية ومن الضرورى الرجوع الى الايات السابقة حتى ينكشف للفكر معنى ومفهوم علاقة الله بشعبه والذى هو على مستوى العلاقة الزوجية .
ولعل القديس بولس الرسول قد كشف هذا بوضوح كامل جدآ عندما نادى بأن هذا السر عظيم " سر الزيجة "ولكن العجيب حقآ انه قال :وولكن أنا أقول من ناحية المسيح والكنيسة .

ثم يعود مرة أخرى يقول لقد خطبتكم للمسيح لاقدم عذراء عفيفة للمسيح
اذا ضرورى فى البداية لدراسة هذا السفر ان يكون الانسان مدرك ان علاقة الانسان أو الكنيسة بالمسيح علاقة كيانية ترتفع فى حقيقتها أعلى من علاقة الزوج بزوجته .

دراسة سفر النشيد مفيد فى ادراك اسرار النعمة والمحبة :

المفتاح الذى يفك الغاز سفر النشيد هو العهد الجديد .فالكلمة المتجسد هو المفتاح للكلمة المكتوبة .
ونجد يوحنا المعمدان يعلن صراحة أن السيد المسيح هو العريس :

" من اه العروس فهو العريس .أما صديق العريس الذى يقف ويسمعه فيفرح فرحآ لصوت العريس .

اذا فرحى هذا قد كمل .وبولس الرسول يذهب الى ابعد من هذا ويعلم أن وحدة السيد المسيح بكنيسته وخضوعها له هما الاساس والنموذج لكل زوجية مثلى وناجحة.

ولكن ماذا عن كرامة العروس وهى النفس البشرية التى تحب المسيح او مجموع النفوس التى تمثل جسد المسيح وتسمى بالكنيسة .
انها ستكون الى الابد مع ربها والى الابد على وعى بمحبته لها , فتشارك قلبه ومجده معآ,اذا دراسة سفر النشيد سيفيدنا للغاية فى ادراك أسرار النعمة والمحبة.

ومن الشيق أن نلاحظ مضادة هذا السفر للسفر الذى يسبقه مباشرآ وهو سفر الجامعة ,فسفر الجامعة يؤكد "باطل الاباطيل الكل باطل .وبالتالى فهو مقدمة ملحة لنشيد الانشاد الذى يوضحكيفية الوصول الى البركة الحقيقية والرضى النفسى .
وعلى هذا النمط يوضح لنا تعاليم السيد المسيح فى الاصحاح الرابع من انجيل يوحنا :عجز الاشياء الارضية عن اعطاء الرضى الداخلى المستمر .

وهذا العجز يقابله تدفق البركات الناتجه عن حلول الروح القدس ,لان الروح القدس يكشف لنا عن السيد المسيح عريس النفس
"كل من يشرب من هذا الماء يعطش ايضآ ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا لن يعطش الى الابد ,بل الماء الذى أعطيه ينبع فيه الى حياة ابدية "
حياة مستديمة الفيضان .

نشيد الانشاد:

حقآ ما اليق تسميته نشيد الانشاد فليس هناك نشيد يماثله انه يحمل فرحآ للقلب ابعد ما يكون عن اى فرح فى الارض بعد السماء نفسها عن الارض لمن يقرأوه على حقيقته .

لقد قيل بحق انه نشيد ليس فى مقدور احد غير النعمة ان يلهمه ,ولا يعرفه أحد الا بالاختبار .فحين يتحدث مخلصنا عن وحدة الغصن بالكرمة يضيف " وهذه الاشياء أخبركم بها لكى يمكث فرحى فيكم ويدوم فرحكم " يو 15 : 11
والتلميذ الحبيب فى حديثه عن "الذى من البدء الذى فى الاب وأظهر لنا "يريدنا ان نشاركه فى الالفة التى استمتع بها هو فيقول:اكتب اليكم هذا لكى يكمل فرحكم

فالوحدة مع السيد المسيح والمكوث معه يمنحنا السلام .السلام الكامل ,الراحة الكاملة .الاستجابة لكل صلواتنا . الانتصار على أعدائنا ,الحياة النقية المقدسة , هذه كلها هى النتيجة المفرحة لمن يثبت فى المسيح والفائدة العملية من دراسة هذا السفر هى تعميق وحدتنا مع السيد المسيح وجعلنا فى ثبات دائم فيه.

المتحدثين فى السفر:

المتحدثين هم : العروس _ العريس _ بنات أورشاليم
وليس من الصعب معرفة المتكلم ولو ان هناك اختلاف فى استنتاج شخصيته فى بعض الايات . فالعروس تتحدث دوما عن عريسها بكلمة " حبيبى "
والعريس يتكلم الى عروسه بكلمات: حبيبتى _ حمامتى .بينما تتحدث بنات اورشاليم بمختلف العبارات منها:
"يا جميلة بين النساء" _شولميث _ عروس الملك _ بنت الكريم

وأخيرآ هذه نصيحة من القديس أغريغريوس أسقف نيصيص:

هذه نصيحة لمن يدرسون سفر نشيد الانشاد الا يأخذوا النصوص المقدسة بمعناها الظاهرى الذى قد يثير فيهم الشهوة الجسدية ولا ينحرفون الى اى معنى غير روحى بل الافضل ان يستخدموا الكلمات الالهية لتبنى نفوسهم فى وصية الطهارة فى الحياة مع الله .
والنص سوف يقودنا بعد ذلك الى ما هو فوق مستوى الطبيعة البشرية المخلوقة من الجسد والدم , وسوف يرفعنا النص الالهى الى تلك الحياة التى لنا فيها رجاء مع قيامة القديسين .انها حياة الملائكة التى بلا شهوة جسدية لان قيامة الاموات العامة فيها تتحد اروحنا مع أجسدنا مرة اخرى ولكن فى عدم فساد اى لن تكون هناك اى شهوات جسدية تحارب الروح .
وسوف نحيا فى سلام وفرح ولن يكون هناك حرب من الجسد ضد الروح ولن يكون للشهوات الجسدية اى كيان داخلى ليحارب الروح .وسوف تتطهر طبيعتنا من كل انحراف وسيكون فينا هدف واحد فقط للجسد والروح معآ وسوف تتلاشيئ كل تأثير شهوانى من طبيعتنا الجسدية وهذا ما يدعونا اليه سفر النشيد .
وهو انه ونحن ما زلنا فى الجسد ولكن علينا أن ندير أفكارنا ونبتعد عن الامور الجسدية ونهتم بالروح فقط.
ونحول حبنا الى الرب يسوع المسيح الذى هو وحده احلى واشهى شيئ .لان كل من يذوقه يشتاق اليه اكثر وهكذا كان حب موسى النبى وحب اشعياء ,وحب يوحنا وهكذا حين سئل بطرس الرسول عما اذا كان يحب الرب ام لا ؟ انت تعلم يارب انى أحبك يو 21 : 15
وهكذا كان الحال ايضآ مع باقى الرسل .اما بولس الرسول فقد كان يضطهد المسيح اولآ ولكنه احبه بعد ذلك ولو لم يراه فى الجسد ولكنه كتب قائلآ : لقد خطبتكم لاقدم عذراء عفيفة للمسيح 2 كو 11 : 2
وبنعمة المسيح ومعونته سوف نحاول نتأمل تباعآ فى أيات سفر النشيد ونتعشم فى وجه حبيب نفوسنا وعريسها ان يهبنا النعمة والاستنارة فى معرفة نعمته وعمق حبه المكشوف فى هذا السفر الكريم .

ميرسي علي الموضوع الرب يبارك في تعب محبتك