((ليقبلنى بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر نشيد الانشاد 1 : ))
هذه بداية سفر النشيد .وبداية السفر بهذه الاية توضح أن هذا السفر العجيب_ والذى يعتقد الجهلاءوذو الفكر المظلم ان هذا السفر فرصة للانتقاء والاعتراض_ ليس للمبتدئين أو الذين لم يتعرفوا على الله عن قرب .
فهذا السفر روحى ويخاطب الروحيين الذين ذاقوا النعمة السمائية وأستعذبوا محبة المسيح ولهجوا بها ليلآ ونهارآ ,أما الذى مازالت فى قلبه محبة العالم أو شهوات الجسد فليبتعد بعيدآ عن هذا السفر لانه حتمآ سوف يعثر , ويفهم الكلمات بقلبه الشرير الجسدى.
فهذا السفر هو لهؤلاء الذين سهروا الليل فى تسبيح وتهليل بمحبة الملك المسيح . ومن سرت محبة المسيح بطريقة فعلية وعملية فى قلوبهم وشعروا بحرارتها تتقد فيهم .ومن كثرة الشخوص فى وجه المسيح أنصهرت الشهوات الجسدية فيهم وصار كل شيئ طاهر لهم :
كل شيئ طاهر للطاهرين وأما للنجسين وغير المؤمنين فليس شيئ طاهر بل قد تنجس ذهنهم أيضآ وضميرهم تى 1 : 15
وهنا يكشف الله عن حقيقة هامة جدآ وسرية للغاية من يدركها يعرف لماذا هؤلاء الناس غير المؤمنين لا يمكن أن يفهموا سفر نشيد الانشاد. ولماذا يفهموه بهذه الصورة الحقيقة فى أن الطهارة تكون من داخل الانسان, وليس من الخارج ,المسيح عندما تجسد وجاء الى العالم أعاد خلقة الانسان من جديدة وجعله أنسان جديد .
مخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق أف 4 : 24
وهكذا صار الانسان فى المسيح طاهر بطهر المسيح وبره وهذا الانسان يكون كل شيئ له طاهر حسب القانون الالهى الظاهر فى الاية السابقة , وبنفس القانون الانسان العتيق الذى لم ينال التجديد وهو يحيا بذاته خارج المسيح فليس لهم شيئ طاهر.
والسبب هو أن النجاسة فى ذهنهم فحتى الاشياء الطاهرة يرونها نجسة ويحولونها الى النجاسة وهذا ما يحدث مع الذين هم فى الانسان العتيق ولازال ذهنهم نجس فهم يروا الاشياء الطاهرة على أنها نجسة بأذهانهم النجسة .
كان لابد من هذه المقدمة البسيطة لان كثيرون من غير المؤمنين يعتقدون أنهم ملكوا غنيمة بهذا السر للادعاء بجهلم عن عدم قداسة كلام السفر ولكن كما أظهرت الاية العجيبة السابقة ,أن النجاسة هى فى ذهنهم وليست فى السفر بينما الاطهار بالمسيح يرون أعماق وأعماق من الطهر والحب الالهى السامى جدآ والمرتفع أعلى بكثير من علو السماء فى هذا السفر,.
ليقبلنى بقبلات فمه :
هذا نداء النفس البشرية التى بعد مدة من التوهان فى العالم والتعب من محبة العالم وأيضآ بعد أن تأكدت تمامآ أن محبة العالم لاتشبعها ولا ترويها ,أنتظرت كثيرآ أن تجد ما تريده وتسعى اليه فى العالم فلم تجد الا الفراغ والعدم وكل مرة تعود حزينة تتلوى من الاحتياج .
فكم من مرة أسرعت خلف شهوة فى العالم وكنت أظن أننى بحصولى على هذه الشهوة سوف أملك العالم وما فيه وأننى بعد ذلك سوف لا أعطش أبدآ بل سوف أتلذذ بها وأفرح ولكن أعود خائب حزين مشتت وأذا ما أطلبه ما هو الا سراب ولا يحقق لى سواء لذة وقتية سريعة الذوال وكم الحصرة والحزن التى يلى حصولى على شهوتى أكثرا جدآ من تمتعى بشهوتى .
وهكذا تمررت نفسى فى العالم وشهواته ولكن كان هنا يسوع لم يفارقنى أبدآ انه عجب فعلآ هو هنا وأنا فى عمق أنغماسى فى شهوات العالم كان يتكلم معى , ويدعونى الى الخروج ,لم ييأس أبدا من دعوتى بل هو الذى كان يلطف من نفسى وأنا حزين وشاعر بالاحباط لعدم حصولى على ما أريد من العالم كان يظهر فى هذه الاوقات وأسمع صوته كان يقول لى دائمآ
ولكنى كنت لا أدرى أن كل من يشرب من هذا الماء (( الذى يقدمه العالم )) يعطش أيضآ..يو 4 : 13
وكنت أستفسر منه وماذا أفعل كان يقول لى الماء الذى أعطيه أنا من يشرب منه لا يعطش الى الابد يو 4 ؛14
ولكنى ظللت سنوات لم أخذ كلامه مأخذ الجد الحقيقة لم أكن أصدق يسوع وكنت أقول له دعنى أجرب مرة أخرى ربما أرتوى هذه المرة ,وكان بكل رفق يتركنى ولم يغصب على فى شيئ ولم يتركنى ويغضب بل أكتفى بأنه يستر عليا أذا عت اليه وطلبت منه الرحمة وكان يحمينى من بطش الشيطان عندما أسقط فى الخطية .
كان الشيطان ينتهز الفرصة ويريد أن يفضح نفسى حتى يدمرها بالفضيحة ولكن لم يسمح له المسيح بل كنت عندما أشعر أننى قد أصبحت فى الوحل والخطية أسرع اليه متوسلآ لم يردنى ولا مرة بل كان يحتضنى ويقبلنى ويستر عليا ويحمينى من الفضيحة التى كان يريدها لى الشيطان.
أخيرآآآآآآآآآآآآآآآآآ
أدرك ان الذى أريده لا يوجد فى شهوات العالم والذى يروينى ويروى ظماء مشاعرى وأحتياجى ليس فى العالم نهائيآ حينئذا قولت ليقبلنى بقبلات فمه .نعم لانى لم أجد أحد يقبلنى ويقبلنى رغم أنى مذنب وخاطئ ومستحق الموت سواء يسوع .
ولذلك الان أنا أطلب أن يقبلنى . وهنا قبرت فمه أى شيئ خصوصى تكريس ليسوع فقط فاليوم أدركت أن من يحبنى هو يسوع ومن يحتملنى هو يسوع ومن فيه كل ما أريد هو يسوع . وصدقت كلامه أن ماء العالم لا يروى أبدآ وهو فقط الذى يعطى ماء يروى والى الابد .
ولذلك أطلب جدآآآآآ وبكل قلبى الان ليقبلنى بقبولات فمه لان نفسى عرفت أنهها عروسه وأنها جاء وخطب نفسى بدمه وصرت عروس له وهو فقط الذى أطلب قبولات فمه ولم أطلب مرة أخرى قبولات العالم لان هذا يعنى الزنا بالنسبة لى .
لان محبته أفضل من الخمر:
نعم محبته هى الحب الحقيقى التى كنت متغرب عنه ولكن الان أدركت انه هو فقط الحب الحقيقى وطبعآ أفضل جدآ من الخمر أى محبة العالم .
واضح بنعمة الله ونور روحه أن بداية السفر وهو فى الاية الاولى فيها النفس أدركت أن محبة العالم (( الخمر )) لا تجدى لا تشبع لا تروى لم تجد النفس فيها ما تريد أو تحتاج بل ما تريده وما تحتاجه هو فى محبة يسوع المسيح له المجد لذلك تصرخ النفس المختبرة بصوت عالى فى أول أيات النشيد , وتعلن ليقبلنى بقبولات فمه ( اى تريد حبه هو وبصورة عميقة وخاصه كما بين عريس وعروسه)) لان حبه هو أفضل من الخمر أى من محبة العالم .
صلاة:
[ربى يسوع وحبيبى ومن تطلبه نفسى أشكرك لانك فعلآ يارب تعبت معى جدآ وأحتملت منى الكثير والكثير ولول أصرارك على حبى ما كنت أبد أنتبهة لحبك ,أشكرك يا حبيبى يسوع لانك كنت دائمآ معى ولم تتركنى لحظة واحدة فى غبائى وظلمة نفسى وفكرى كنت دائمآ تدعونى الى النور والحياة .
وحتى يارب وأنا جاحد لك ولمحبتك أيضآ لم تتركنى بل كنت تسوق على الاحداث ومن حولى حتى توقظ قلبى , ومرات ومرات أجدك واقف أمامى تبكى عليا وأنا بجحودى لم أهتز وأطلب منك أن تتركنى أجرب وأعود من التجربة محطم ويأس ولكن تدعونى وتحتضنى وتشفى نفسى وتقول لى انك تحبنى وتريدنى لك لم أكون مدرك يارب عظمة محبتك ولكن يارب عندما صدقت وقولت أتذوق حبك أخيرآ علمت كم أنا غبى وحرمت نفسى من كنز عظيم كان بين يدى ولم أستفيد منه كنت أتصور أن حبك مجرد كلامات للوعظ تقال فى الكنائس أو هى خاصة بالرهبان والقديسين فقط وليست للحياة العملية أنا أسف يارب على ظلمت نفسى وأشكرك جدآ ومن كل قلبى على نورك الالهى الذى يملئ نفسى وسببه حضورك فيا عندما قبلتك وأردت أن أتذوق حبك بصورة عملية . ما أروع حبك يارب لا توجد كلمات بشرية وبدون مبالغة يمكن أن تصف حلاوة حبك . ومستحيل أحد يدرك عظمة محبتك بدون أن يتذوق حبك لذلك أنت تقول دائمآ ذوقوا وأنظروا ما أطيب الرب ,
أسجد تحت قدميك يا الهى وأقبل قدميك وأصرخ بكل كيانى ليقبلنى بقبولات فمه أه يارب نعم أشتهى قبولات فمك أشتهى أن تنعم عليا وعلى كل أنسان محتاج لحبك أعطنا يارب جميعآ وكل كنيستك أن نحيا فى حبك أسكب يارب وبسخاء كطبيعتك أسكب حبك فى القلوب العطشانه فى القلوب المريضة حبآ لك لان حبك أفضل من الخمر وهى محبة العالم لقد أستنفذنا كل طاقاتنا فى محبة العالم وصنع بنا كل ما يريد ولم نأخذ شيئ ولم نشبع بل عدنا فارغين محملين بالتعب والحصرة يا رب والان أرجوك قدم لنا حبك وأسكبه فى قلوبنا حتى يشفى الجروح والاوجاع الذى صنعها العالم فينا أرجوك قبل أن يفوت الوقت الرجاء كله فى حبك فى حبك يا أبن الله أمين