كانت الخطيّة تُحنِّط الضمير .الضمير ينتفض في الحنايا.
الشّرّ يسرق الأحلام.
الخطيئة تعصر الفؤاد فتُدميه.
والتوبة تطلّ برأسها من بين الغيمات.
دخلت وعلى كتفيها هموم الدُّنيا وغبار الأيام ....صبيّة عضّها الحزن بنابه ، وأدمت الخطيئة النّفس منها ...أضحت كورقة الخريف ، وهي التي أشرقت كلّ السنين الماضيّة ، أشرقت وملأت العالم تغريدًا وغناءً ...ورذيلة !!!
كانت الغشاوة تُغلِّف العينين .
..
كانت الخطيّة تُحنِّط الضمير .
وكانت الشهوة تلوّث الحياة
زلّت قدمها مرّةً ، وزلّت أخرى ، وعشقت الزلل ، فأكلتها العيون ، ولاكتها الألسن ، وسحقها جبروت العوز.
ولكن صوت الله عاد يناديها ...ولطالما قرع على شغاف قلبها ، قرع بصمت وانتظر، فلم تفتح له ولم تسمع ، ولم تعره انتباهًا ، بل نفرت بغنج وهي تقول : "بعدين " " بعدين ".
ولكن هذه المرّة كان الأمر مختلفًا ، فالقارع يجلس هناك ، بل هنا، على رِمية حجر.
يجلس وفيه يتجلّى الحُبّ وكل المعاني السّاميّة .
يجلس في بيت سمعان الفرّيسيّ الذي حدجها هذا السمعان أكثر من مرة بنظراتٍ فيها الكثير من الاحتقار ، والشهوة ، والتعالي الأجوف.
دخلت وعيونها تنزرع في الأرض ، ودموعها تُغسّل الخدّينِ.
دخلت والأمل يملأ الأرجاء ، والعطر النردينيّ ، يفوح من قارورة جميلة .
دخلت وجلست عند قدميّ الخزّاف الأعظم ، مُغبّر القدمين بغبار الجليل والسامرة واليهودية والأودية والتلال .
جلست عند أقدامه ، وسكبت الطِّيب الفوّاح ، وقبّلت بشغف أقدام الربّ ، أقدام صانع الحياة ، ومسحته بشعرها ودموعها وأحاسيسها .
جلست والدّموع تقول كلّ شيء ؛ تقول : ارحمني ، طهّرني ، غسّلني من كل ماض انت لست راضيا عنه