جاء خبر في صدر صفحات إحدى الصحف المصرية التي تسمى بالقومية موجزه يقول: قام أربعة شباب باستدراج فتاة بالإعدادية وعمرها 15 عامًا من إحدى قرى مركز الحامول محافظة كفر الشيخ للحقول وتناوبوا معاشرتها وبرضاها!!؟ -كما ذكر مُحرر الخبر- حتى حملت ووضعت مولودًا عمره الآن شهر، وتحاول الآن نسب الطفل لهم جميعًا والنيابة هنا حولت الفتاة إلى الطب الشرعي لتحديد نسب الطفل بعد أن قبضت على الشباب الأربعة لإجراء تحاليل لهم وللطفل الصغير لمعرفة من فيهم هو والد الطفل!!
هذا موجز الخبر أو الجريمة!! وبالرغم من طبيعة عملي إلا أنني لا أميل كثيرا لقراءة صفحات الحوادث في الصحف أو على النت، ولكن هذه الجريمة أجبرتني أن أقف عندها طويلاً لأتأمل بعض ما جاء بها من تفاصيل، ولن أتناول الجريمة من الناحية القانونية والعقوبة الواجب تطبيقها في مثل هذه الحالة فهذا شأن قضائنا المصري، ولكن هذه الحادثة المؤلمة جدًا أرجعتني إلى يوم 18 نوفمبر 2009 عندما تم اتهام شاب مسيحي بأنه أغتصب فتاة مسلمة في قرية الشقيفات بفرشوط محافظة قنا و لم تثبت عليه هذه التهمة حتى تاريخه -فهو بريء حتى تثبت إدانته طبقًا للقاعدة القانونية الشهيرة-، بل والخطير جدًا أن هذا المسيحي فجّر مستودع من القنابل وليس قنبلة واحدة عندما طلب توقيع الكشف الطبي عليه ليعلم العالم كله أنه بريء، فهو غير قادر على الاتصال الجنسي لوجود عيب خلقي عنده يمنعه من هذا!!
فعندما تم الإمساك بـ"جرجس بارومي جرجس" أثناء سيره بالشارع لم يكن يعلم أي شيء عن هذه الجريمة التي لفقوها له -يعني لبسوها له- وفي جلسة المحاكمة صرخ جرجس بعد صمت طويل أنه لا يجد من يسمعه بل هم منعوه من الكلام ولكن بوجود السادة المحامين معه تشجع وصرخ وقال "اسمعوني.. أنا مقدرش أعمل كده لأني عاجز عن هذا العمل لوجود عيب عندي"!!
لأول مرة يتكلم جرجس رغم مرور شهور على هذه التلفيقة، ولِم لا والأمور مفضوحة -عيني عينك- وظهرت الخطة المُحكَمة لتكملة المخطط والذي جاءت فصوله متتابعة متلاحقة من عمليات النهب والحرق والتخريب في فرشوط وبهجورة والكوم الأحمر، وأُختُتِم فصلها الغير أخير على مذبحة بشعة راح ضحيتها سبعة من أبناء نجع حمادي ليس لذنب اقترفوه سوى أنهم تواجدوا في بلدة طغت عليها البلطجة والنهب والقتل وفي ظل حكومة فاسدة ترأسها حزب يحاول السيطرة على كل شيء، وبواسطة أعضاءه الذين حرضوا ونهبوا وخربوا وقتلوا ورمّلوا أُسر وشردوا عائلات وثكّلوا أمهات وهجّروا مئات العائلات..
وبعد ان قرأت هذه الحادثة قلت ماذا لو كان الجُناة مسيحيون؟ وما هو رد فعل من يحمل اسم أو لقب الشرف والأخلاق حتى ولو كانوا لا يتحلون به مثل مجرمي أحداث فرشوط والكوم الأحمروبهجورة ونجع حمادي؟
وبعد تفجير المتهم البريء جرجس لقنابله التي تحمل مفاجأة كبيرة لنا حتي ولو سبقتها ثقتنا في أنه لم ولن يرتكب الجريمة التي ألصقوها به، فنحن نثق في عدالة السماء أولاً وأخيرًا وأيضًا في قضائنا مهما كان ونثق في أن الحقيقة هي فقط التي سيقتنع العالم كله بها.. أما إذا انفتحت طرق أخرى غير ذلك فليس لنا سوى من يحمل اسم الحق والعدل والمنصف وهو الله..
قل لي إلى من نلجأ غير الله لو ساد الظلم؟ هل نلجأ إلى التدويل؟ لا لا لا فأنا ضد ذلك لأنني أري حال من فكروا في تدويل قضاياهم، فالعراق وأفغانستان بل ولبنان والسودان والصومال خير أمثلة على ذلك، فسوف نكافح ونجاهد حتى ننتزع حقوقنا المنهوبة وبكل الطرق المشروعة..
وهناك ما أثارني في هذا الخبر أيضًا، أن السيد محرره -حتى ولو كان ينتمي إلى ما يسمي أعرق مؤسسة صحفية في الوطن العربي- إلا أنه قال أن الجريمة وقعت برضاها!!؟ ووجب عليّ هنا أن أرجع للمادة 267 من قانون العقوبات والتي تقول أن سن الرضا الكامل بالنسبة للإناث 18 سنة أما أقل من ذلك فيعتبر الرضا ناقصًا لا يخلي المتهم من المسئولية، وتعتبر المواقعة في هذه الحالة اغتصابًا..
وعليه لم نسمع عن قيام أهل الفتاة بقطع الطريق على بيوت الجناة أو التهديد باغتصاب نسائهم أو الهجوم على منازلهم وحرقها ونهبها كما حدث بفرشوط، فهنا الجناة من نفس عقيدة المجني عليها فالأمر شبه مُباح وغير مُعاقب عليه -حسب عقلية وفكر أتباع من قاموا بجرائم فرشوط وغيرها-، ولم نسمع عن أن أعضاء ما يسمى بمجلسي الشعب والشورى في هذه البلدة -الحامول- هربوا مثلما هرب الستة أعضاء عقب أحداث فرشوط ومكثوا في قاهرة المعز ليأخذوا التعليمات في تكملة بقية الخطة، وبالفعل تم التكتيك والتخطيط والتنفيذ في يوم عيد ميلاد السيد المسيح!!
لقد نجحوا... ولِم لا! فالقوة والجاة والسلطان في يدهم والسلاح مهنتهم وعلى قفا مين يشيل، والغريب أن نجدة نجع حمادي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الحادث، والرعب يسود المدينة بعد قطع عيش ورزق عشرات الأسر المسيحية في فرشوط والكوم الأحمر وبهجورة..
لقد نجحتم أيها المجرمون، فهذا نهجكم، ولكن القوة والغلبة والنصرة للمظلوم وليس للظالم، وعليه فالحلال لنا والحرام حياتُكم بدليل جرائمكم ردًا على جريمة أفتعلتمونها، ونشكر الله أن حلالكم هو حرامنا