أين العدالة الإجتماعية؟؟؟ دخل حفل عمرو دياب إلى ضحايا السيول ، فماذا عن ضحايا فرشوط وديروط ؟؟ ....

أين العدالة الإجتماعية؟؟؟ دخل حفل عمرو دياب إلى ضحايا السيول ، فماذا عن ضحايا فرشوط وديروط ؟؟ ....




تعدّ العدالة واحدة من اكثر الموضوعات قدسية وشيوعاً في السلوك الاجتماعي ويمكن أن تتخذ وجوهاً متضاربة جداً حتى ضمن المجتمع الواحد.
وجدت العدالة الأجتماعية منذ اقدم العصور رموزاً لها بوصفها مطلباً جوهرياً يثير بشكل صارخ او صامت أي إنسان على أساس قوة وجوده، ويعبّر في الوقت ذاته عن الشكل الذي يتحقق في إطاره ذلك الإنسان وتعني( (العدالة الاجتماعية)) نوعاً من المساواة له أهميته الجوهرية في تحقيق الصالح العام .... ولكن هل تتحقق العدالة فى مجتمعنا؟؟
فمنذ حدوث السيول الأخيرة فى مصر التى راح ضحيتها الكثير من المصريين تبارى رجال الأعمال وبرامج التوك شو للتبرع لأسر الضحايا تعويضاً لما حدث لهم من إنتقال موتاهم وخسارة أملاكهم وبيوتهم فى هذا الحادث المأساوى ..... وأخيراً أقام النجم عمرو دياب حفل كبيرب إستاذ القاهرة الدولى بسبب فوز المنتخب المصرى بكأس الأمم الأفريقية وخصص دخل الحفل بالكامل إلى ضحايا السيول .
فعلاً كل هذا شىء إنسانى وشعور طيب من رجال الأعمال و أيضاً من رجال الإعلام والفنانين المصريين ولكن تبادر سؤال إلى ذهنى : ألم يكن قبل ضحايا السيول ضحايا فرشوط وديريوط ممن فقدوا أموالهم وتجارتهم وبيوتهم ومصادر رزقهم ؟بل أكثر من هذا فهناك أسر ضحايا نجع حمادى ممن فقدوا أولادهم ، ولكن لم أسمع عن حفلة واحدة خصصت أموالها لهؤلاء الضحايا أو لأسرهم ولم أسمع عن برنامج قام بفتح حسابه البنكى ليتبرع رجال الأعمال إلى هؤلاء الضحايا ، فأين العدالة الأجتماعية فى ذلك ؟؟؟
استطلعنا آراء بعض المثقفين ومنهم الأستاذ الاستاذ أمين أسكندر-وكيل مؤسسى حزب الكرمة- الذى أوضح قائلاً أن العدالة الاجتماعية هى توزيع عادل لثروة البلاد على المواطنين المقيمين على أرض الوطن كلاً حسب جهده وابتكاره وابداعه ، وأكد -إسكندر- للاقباط الاحرار بالطبع مصر ليست بها عدالة إجتماعية لأنه عندما نتحدث، فإننا نتحدث منذ صدور قانون الأستثمار الاجنبى عام 1974 حيث حدث تمركز للثروة فى أيدى بعض الأفرد وحدث أيضا تضييق لفرص العمل لقطاعات واسعة من الناس وحدث تهميش لقطاعات منتجة ، وأصبح رأس المال هو الاساس وليس الانتاج لذلك نجد أن هناك تفاوت إجتماعى واسع جدا ً بين الفقراء والاثرياء أ، ما عن عدم الاهتمام بتعويض ضحايا نجع حمادى وضحايا فرشوط وديروط فأضاف : "علينا أن نعترف بتقصير كبير جدا للسلطة فى مصر لمعالجة مثل هذه القضايا وعلينا أن نعترف أن النهج السائد هو نهج الإحسان والتعاطف ، وليس نهج بناء أسس حقيقية لتحقيق العدالة الاجتماعية وهذه ليس طرق لحل المشاكل ، موضحا أنه حتى الاحسان ليس به توزيع عادل لأن ذلك الاحسان يقوم على الاهواء فالأولى بالدولة بدلا من الاحسان أن تحل مشكل الفتنة الطائفية من جذورها حتى لا يصبح القتل على الهوية .
وأضاف الاستاذ الدكتور سالم سلام أنه ليس هناك عدالة إجتماعية فى مصر ولكى تتحقق تلك العدالة لابد من تغيير النظام المستبد الديكتاتورى لان ذلك النظام لا يدعو إلى العدالة .
وقد شدد قائلاً "أرفض التبرع لضحايا فرشوط وديروط لان ضحايا السيول نتيجة لكارثة طبيعية ولكن ضحايا العنف الطائفى فذلك مسئولية الدولة ويقع على عاتق الدولة مسئولية التعويض مضيفاً ، أن المسئولية أيضا تقع على مرتكبى الجريمة فلابد من تطبيق القانون ومعاقبة القاتل لأن هذه جريمة ، فعلى الدولة تعويض هؤلاء إذ ليس هناك مجالا ً للمقارنة " واصفا " لا أريد أن نتحول إلى دولة شحاتة " مشيراً للتبرع للمرضى وضحايا السيول فتلك الكوارث نتيجة سياسات الدولة الخاطئة .
الأستاذ-أشرف ادوارد- المحامى قال : " لا أعتقد أن هناك عدالة اجتماعية فى مصر فمفهوم العدالة منصوص عليها من المادة الاولى فى الدستور وهى مبدأ المواطنة ، فمن المفترض عملا أن يكون هناك مواطنة وعدالة اجتماعية فيما بين افراد الشعب موضحا إذا كان هناك عدالة اجتماعية فلماذا نطالب بحقوق الاقليات أمام المجتمع الدولى ؟؟؟ فهذا معناه أن ليس هناك عدالة اجتماعية وأرجع عدم الاهتمام بشهداء نجع حمادى وضحايا فرشوط وديروط يوضح ذلك أن مفهوم العدالة ليس مطبق بالفعل بسبب وجود التمييز فى كل نواحى الحياة .
ويرى الدكتور محمد منير مجاهد- مؤسس جماعة مصريون ضد التمييز- أن تعريف العدالة "كل مواطن له نصيب من ثروات بلده ولكن الملاحظ أن العدالة ليس محققة بسبب وجود تفاوت اجتماعى وطبقى" ، وأما عن تخصيص دخل حفل عمرو دياب لضحايا السيول فيرى أن المساهمة الشعبية لتعويض الضحايا شىء جيد وأما عن ضحايا فرشوط وديروط فهذا جانب آخر مختلف ، إذ على الدولة تعويضهم لأن الخسائر بسبب تقصير أمنى واضح".
الاستاذ إيهاب الخولى- رئيس حزب الغد- قال :" ليس هناك عدالة اجتماعية ، إذ يتطلب وجود العدالة حق توافر فرصة عمل لكل مواطن وحق فى التعليم وحق فى الصحة ،وأن تتوافر فكرة المساواة حتى فى الدعم فــ "للأسف ليس هناك عدالة فى مصر" وأرجع ذلك لعدم توافر الديمقواطية لان الديمقراطية تقوم على فكرة العدالة والمساواة بين كل المصريين وأما عن تجاهل ضحايا فرشوط وديروط فلقد أوضح أن الاصل كمصريين يجب التعامل بمبدأ المساواة وأن الدولة الوطنية هى الأصل فلابد أن يعامل الانسان بناءا على انتمائة الوطنى وليس على اساس انتمائه الدينى .
جاء هذا توضيحاً لمفهوم العدالة الاجتماعية فى مصر الذى فيه التقدير الصحيح والاعتراف الكامل بحقوق كل فرد واحترام هذه الحقوق.