أي حد متابع للجرائم والمصايب الأخيرة التي اكتوى بنارها الشعب القبطي المسيحي الأصيل، يلاحظ أن السناريو الغبي يتكرر بنفس حذافيره. أحداث الكشح لم تختلف كثيرا عن أحداث نجع حمادي و ما بينهم من الأف الحوادث لم يتميز في طريقة التنفيذ أو التدبير. السناريو المتكرر في حوادث التفرقة العنصرية يتكون من الخطوات التالية؛
١- المقدمات والتمهيد للمجازر؛ يقوم شيوخ المساجد بشحن صدور المسلمين بشحنات الغضب والكراهية بانتظام عقب كل صلاة بالدعاء على الكفار من النصاري وغير المسلمين، لن أخوض في التفاصيل المخزية لهذه الادعيه فهي معروفة للقاصي، والداني .قبيل الحادث تزداد كثافة جرعة الكراهيه مع إثارة النعرات وبث الغضب في نفوس الشباب المسلم الذي لا يدرك إنه مجرد معاول لهدم البلد وتنفيذ مخطط قوي الشر الاقليمية من إيران، حماس، سورية وإسرائيل.
٢- أثناء الجريمة يتاخر أو ينعدم التواجد الأمني بشكل مرتب، وإذا حضروا أساسا يكتفوا بتطويق المكان والفرجة على المجازر. هذا ما حدث في الكشح إذ أن عدد الشهداء المسيحين كان قليلا قبل وصول قوات الأمن وتجاوز العشرين بعد وصول الأشاوس الصناديد. يحضر الأمن احيانا لمراقبة الموقف. مثل ما حدث في أحداث إغلاق كنيسة عين شمس قبل شهور خلت.الأمن يتبع في أوقات كثيرة نظرية انصر أخاك.
٣- بعد إكتمال أركان الجريمة من قتل وذبح المسيحين في كل ارجاء المحروسة من صنبو/ديروط. أبو قرقاص، المنيا، الكشح، نجع حمادي، بهجورة، أبو تشت، فرشوط، والمكان يضيق عن ذكر عشرات الأسماء من فواجع ارتبطت بالسنوات الأربعين الأخيرة. وإن كان أكثر من قاري كريم في المنتديات المسيحية قد أرسل قائمة طويلة في أكثر من ثلاث صفحات باسماء العديد من الحوادث. يتم تقسيم الأدوار بين سلطة واعلام. في الماضي وقبل ظهور الصحافة الالكترونية كان يتم التعتيم التام على هذه الجرائم، يعني يموت عشرات المسيحين من غير حس ولا خبر أي فطيس، أما ألان وفي السنوات الأخيرة حينما لم تستطع الحكومة أن تكفي على الخبر ماجور بدات في إذاعة بيان مقتطب وجيز حاجة لذر الرماد في أعين المسيحين، لم تختلف هذه البيانات كثيرا في الشكل أو المضمون لانها نتاج فكر متحجر. الأسباب التي قدمت عقب كل مجزرة ضد مسيحي مصر كانت دايما هذا حادث فردي ارتكبه مختل عقلي لم يتغير هذا التبرير الخايب حتى أحداث قنا عذاب النار الأخيرة. لاحظ أنه حادث فردي بغض النظر عن عدد القتلي من الأقباط، الجرحى والمكلومين. بغض النظر عن حجم الحادث وما إقترف فيه من خسائر تقدر بملايين الجنيهات فالحدث برضه فردي وارتكبه مختل عقلي واحد مش مستشفي مجانين. البلد كلها بقت عباسيه يا جدعان. التبرير الثاني والذي إخترع في عام ٢٠٠٩ بعد إكتشاف الخارطة الجينية قدم وبصورة مكثفة بعيد أحداث ديروط وقنا عذاب النار وتبناه محافظ قنا القبطي في شهادة التطعيم أن الحادث سببه هتك عرض فتاه مسلمة. ولا يسلم الشرف التخين من الأذى وهاتك في أعتدات على أي وكل مسيحي في البلد والبلاد المجاورة. ياخذ هولاء الأوغاد القانون المغيب بفعل فاعل في أيديهم وعينك ما تشوف إلا النار والعه في كل مكان. ما الداعي إذن لوجود وزارتي الداخلية والعدل إذا كان الغوغاء قادرين على تنفيذ العقاب وبصورة جماعيه على آلاف المسيحين في التو والحال دون أي سند او دليل. لماذا لا تاخذهم نفس الحمية والنخوة على الخليجين الذين خلفوا أكثر من ٢ مليون لقيط على تراب المحروسة وتحت عين الحكومة. الا يدرك هولاء الأندال ما يفعله الخليجون في ارضنا العامرة وكله بحسابو يا عوض.
٤- وماذا بعد ذلك، يصرخ الأقباط إن صرخوا وحسني مبارك يا طيار قلب القبطي مولع نار. أيام تمر وافة حارتنا النسيان كما قال العم نجيب محفوظ والذي لم تسلم يده أو رقبته من سكين الارهاب. وإذا زاد أنين الأقباط، الأمن برضو ما يغلبه غلاب، يتم القبض على شباب الأقباط وتعذيبهم وهذه ما حدث بعد معظم الجرائم ضد المسيحين ولا سيما في الكشح ونجع حمادي. وفقط للتذكير يد الأمن تقيلة ولذلك المسيحين والكنيسة بتقول حقي برقبتي ويا دار ما دخلك شر وسيب و أنا أسيب. هذه لسبب بسيط، غياب الضغط من أقباط المهجر والمنظمات الدولية وعدم فاعلية الأقباط في الاتصال بحكوماتهم في دول المهجر. ناسين إن البعض يخشون من الفضيحة أكثر من إرتكاب الذنب. المراقب لهذه الأحداث يدرك أن لها بعد أخر حتى لو كانت الحكومة تشارك في لف الحبل حوالين رقبتها بالتواطو في هذه الجرائم مع ألاخوان أشد أعداء النظام ضراوة وتنظيما.
لقد أخذ الاخوان المجرمون مقاولة هدم مصر من الباطن . طول عمر المسيحي جار المسلم الذي يشاركه أفراحه وأتراحه. الحكومة بدون وعي لحجم الأخطار الاقليمية المحيطة تساعد الاخوان المجرمون على تنفيذ مخططهم. الحكومة نامت في العسل لحد ما فرع الاخوان/حماس نجح في تاسيس أمارة غزستان على حدودنا الشرقية الحكومة نامت في الطراوة لحد ما دول حوض النيل بتفكر تخفض حصة مصر في المياه، الجميع غافل أن دلتا النيل مهدده بالغرق في خلال عقود قليلة. ناهيك عن إنهيار كل القطاعات الخدمية من صحة- تعليم وأمن ومواصلات. إنهيار هذه الخدمات بالاضافة إلى البطالة خلقت هذا الواقع الموجع.