الآن ما هو أعظم من الجمال الإلهي؟
ما هو أبهج من التفكير في روعة الله؟
ما هو أقوى من اشتياقات النفس التي تحل عليها نعمة من الله؟
تلك التي تنقيها من الشرور، وهى صارخة بالحب الحقيقي " أنا مجروح بالحب "!
بريق الجمال الإلهي يفوق كل عبارات ووصف،
فالكلمات لا تستطيع أن تعبر عنه، وقوىّ السمع لا يستطيع أن يستقبلها، فلا
تستطيع أن تقارنه بإشعاعات كوكب الصبح أو القمر المضيء أو ضوء الشمس في
نصف النهار،
كل هذه المقارنات بالتأكيد تفشل في أن تعبر عن الطبيعة الحقيقية لهذه
الإضاءة السمائية. كمثل مقارنة ظلام الليلة الغير قمرية الدامس مع شمس
ساطعة في منتصف النهار.
الجمال الحقيقي
لا يرى بالعين البشرية، ولكن يلتقط فقط بالروح والعقل، عندما يحدث ويشع في
واحد من القديسين، ويترك وراءه اشتعالا من الحنين الذي لا يحتمل،
والقديسون الذين يدركون حقيقة هذه الحياة الحاضرة يصرخون دائما " وحسرتاه
لقد طالت حياتي هنا "، أو " متى أجيء وأتراءى أمام حضرة الله ؟ "، أو "
لأنطلق وأكون مع المسيح هذا أفضل جداً " أو " عطشت روحي لله القـوى الحي
"، أو " الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام ".
لأن هذه الحياة تظهر وكأنها سجن لأرواحهم، التي تلامست بالإشتياقات
الإلهية، فأصبحوا نادراً ما يستطيعون أن يتحكموا في رغبتهم الملحّة
للانطلاق، ورغبتهم ليروا جمال السماء الذي لا يشبعوا منه، ويتضرعون أن
يستمر تفكيرهم في محبة الله بدون انقطاع في الحياة الأبدية.
طبيعتنا البشرية تحب الجمال، والصلاح دائما جميل، ويستحق الحب،
الله هو الصلاح وكل الأشياء تحتاج إلى الصلاح وبالتالي كل الأشياء تحتاج لله...