كلمة إنجيل معناها الخبر الطيب أو بشارة طيبة. وقد أوجز الإنجيل في يوحنا (16:3) بأن الله أرسل ابنه الوحيد لخلاص البشر. والنقطة الرئيسية في الإنجيل كما بشر به بولس هي: أن المسيح مات لأجل خطايانا وأنه قام من بين الأموات.
الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد يؤلف وحدة لا تتجزأ ولا تنفصل. فالقديم أساس والجديد امتداد له وتكميل, ولو فصلنا أحدهما عن الآخر لما اكتملت خطة الله للبشر. ومن يؤمن بالكتاب المقدس يؤمن به بعهديه معاً على أساس أنه كلمة الله الموحى بها التي لم ولن تتبدل لأن الله هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد.
تعاليم الكتاب المقدس متفقة فيما بينها تماماً ولا تناقض فيها, ولها اتجاه واحد هو إعلان مقاصده تعالى للبشر. وحين نقرأ العهد القديم نفهم كيف خلق الله السماء والأرض وكل شيء. كيف خلق آدم وحواء و أين وضعهما وكيف أخطأا, ثم كيف أصبح نسلهما خاطئاً مثلهما. وهنا يظهر وعد الله بخلاص الإنسان أي بإنقاذه من الورطة التي وقع فيها ومن نتائجها. وبانتظار مجيء المخلص أو المنجي أقام الله عهده مع إبراهيم مؤكداً له بأن المخلص سيأتي من ذريته. وتجدد الوعد لإسحق و يعقوب وتكلم عن هذا المخلص أنبياء العهد القديم عبر الأجيال كلها من موسى إلى داود إلى إشعياء ....الخ. و من يقرأ توراة موسى ونظام الذبائح والرموز يدرك قصد الله من حيث نعمته إلى ذلك المخلص. وهكذا فصل الله بين الوثنية واليهودية واختار شعباً يأتي منه المخلص لجميع الأمم. وفعلاً جاء المسيح من امرأة عذراء وكما تنبأ عنه الأنبياء في التوراة والزبور. وأول من آمن بالمسيح عندما بدأ يبشر بالخلاص رجال بسطاء سمّيوا بعد ذلك تلاميذ. ولما كانوا يرافقونه ويعملون بحسب تعليمه فقد أطلق عليهم اسمه ودعيوا مسيحيين. وهؤلاء التلاميذ حملوا بشارة الخلاص, حملوا رسالة الإنجيل إلى الأمم فيما بعد. فالمسألة إذن ليست مسألة انفصال بين العهد القديم والعهد الجديد, ولا بين يهودي ومسيحي. الله لا يتبدل ورسالته لم تتبدل. منذ القديم أعلن الله نفسه وكلم الناس بالأنبياء, وفي ملء الزمان كلمنا بالمسيح يسوع. وكل من يأتي إليه بالإيمان الأكيد بذبيحة الفداء هذه يصبح ابناً روحياً في عائلة عظيمة أعضاؤها من كل الشعوب والأمم، ومن كل لغة ولون وعرق. فالجميع إخوة في الله