القديـس أنبـا بامـو
قيل عن أنبا بامو: إنه كان أُمِّيًّا، فطلب من أحد المعلِّمين أن يعلِّمه المزامير، فبدأ يعلِّمه لكي يحفظ المزمور 39، ولما حفظ الآية الأولى القائلة: «قلتُ أتحفّظ لسبيلي من الخطأ بلسـاني»، لم ينتظر حتى يسمع الآية التالية وقال: ”تكفيني هذه الآية حتى أنفِّذها عمليًا“. ولما رأى معلِّم أنبا بامو أنّ تلميذه لم يحضر إليه لمدة ستة أشهر وبَّخه على ذلك، فقال إنه لم يتعلّم بعد أن يُمارس تلك الآية.وبعد وقتٍ طويلٍ سأله أحد أحبائه إن كان قد أحكم تنفيذ هذه الآية فأجاب: ”إنني بالكاد نجحتُ في تنفيذها بعد تسع عشرة سنة قال بالليديوس: ”كان أبّا بامو ذا صفاتٍ بطوليةٍ فائقة، وكان يزدري جدًا بالذهب والفضة كما يتطلّب الإنجيل وذكر عنه المؤرِّخ سقراط أنّ إنسانًا وضع في يديه ذهبًا لكي يوزعه على الفقراء، وطلب منه أن يقدِّر ما أعطاه له، فقال له القديس: ”ليست الحاجة إلى معرفة الكمية بل إلى سلامة النية وقال بالليديوس أيضًا: ”إنّ الطوباوي بامو كان يسكن في جبل نتريا، وإنه كان معلِّمًا للآباء: ديوسقورس (الذي صار أسقفًا لدمنهور) وأمونيوس ويوسابيوس وأوثيميوس (وهم الإخوة الطوال)، وأيضًا أوريجين ابن أخت دراكونتيوس الرجل العجيب
قال أنبا بامو: ”على الراهب أن يلبس ثوبًا من النوع الذي يمكنه أن يُلقيه خارج قلايته لمدة ثلاثة أيام دون أن يسرقه منه أحدوقال عنه أوريجين وأمونيوس تلميذاه: ”لقد كان أعظم من كثيرين في أنه كان مدقِّقًا في كلامه، وإذا سُئل أن يفسِّر شيئًا في الكتاب المقدس أو أي قول روحي ما كان يجيب في الحال بل كان يقول إنه لا يعرف هذا القول، وإذا ألحُّوا في سؤاله لا يقول شيئًا أكثر من ذلك
قال أنبا بامو: ”إن كان لك قلب (أي ضمير حي) يمكنك أن تخلص.
قيل عن أنبا بامو إنه قضى ثلاث سنوات يتوسل إلى الله قائلاً: ”لا تمجِّدني على الأرض“. ولكنّ الله مجَّده حتى إنه لم يستطع أحد أن يتفرّس فيه بسبب المجد الذي كان يملأ وجهه