الحساسية وانتقاد الآخرين
احتدم الصراع قديماً بين أميرين فى الهند وأخيراً حسمت المعارك لصالح أحد منهما
وكانت العادة أن يجلس الأميرالمنتصر فوق فيل ضخم ويتحرك به فى شوارع مدينته وأمامه موكب من أسراه يسيرون قدامه عراة الأقدام ... وقبل أن يتحرك الموكب دار بين الأمير المنتصر وابن المهزوم هذا الحوار
- اخلع ثياب المُلك وسر أمامى حافى القدمين مثلك مثل بقية الأسرى
- كيف يحدث لى هذا؟ كيف أسير حافى القدمين؟ أى كلمات سخرية سوف أسمعها
- بل أكثر من هذا سوف تحمل هذا الإناء الممتلئ باللبن حتى حافته وسوف يسير بجوارك واحد من حراسى الأخصاء...... سوق تقطع رأسك فى الحال إذا سال منك اللبن إلى الارض ولو قطرة واحدة منها!!!
وسار الموكب فى شوارع المدينة, ونجح ابن الأمير المهزوم فى أن يحفظ حياته فلم يدع قطرة واحدة تسقط منه وأحضروه مرة أخرى أمام الأمير المنتصر. ثم سُئل:
-ماذا كان شعورك وأنت تسمع كلمات السخرية والتعيير من الجماهير المحتشدة ؟
-كلا لم أسمع شيئاً..... لقد كنت بجملتى منشغلا فى إناء اللبن الذى سيحدد مصيرى
صديقى ....
هل أنت حساس لكلمات الناس التى تنتقدك؟
هل هذه الكلمات تجرح مشاعرك؟
هل تفقدك فرحك؟
هل تثبط عزيمتك؟
هل تعطل انطلاقك فى الحياة مع الله؟
أريك أحسن الطرق للتحرر من تأثير الحساسية الضارة
أفعل مثلما فعل ابن الأمير المهزوم
انشغل بالأمور المصيرية الأعظم
انشغل بأمور السماء
انشغل بربح النفوس للأبدية
انشغل بامتلاك أرض تسيطر عليها مملكة الظلمة
انشغل بالرب يسوع.... نعم, قد يُكثر الناس من كلماتهم الجارحة أو تلك التى تحمل اليأس فى ثناياها . لكن كلا , لن يصل إلى قلبك شئ منها , ولن يقدر أن يعطل سلامك ما دمت منشغلاً بأمور الرب الأعظم . نعم ستقدر أن تردد دائماً كلمات الرسول بولس:
أما أنا فأقل شئ عندى أن يحكم فىَّ منكم أو من يوم بشر
( 1كو 4 : 3 )
[size=12]من كتاب قصص وعبر
أنور داود