من المتعارف عليه في مجتمعاتنا الشرقية
أن الفتاة والشاب لا يستطيعان أن يبنيا علاقة تعارف صحيحة وجدية إلا من
خلال الإعلان الرسمي وهو الخطوبة، وذلك لما تتعرض له سمعة الفتاة حينما
تكون لديها علاقة خارج هذه الدائرة المعترف فيها من الجميع. ولكن ماذا لو
لم يتم التفاهم على الأسلوب المشترك في الحياة؟ أو اكتشف أحد الطرفين أنه
لا يميل بشكل كاف إلى الطرف الآخر نتيجة بعض الأمور التي كانت محجوبة عنه
قبل التعارف.
وفي حالة تم فسخ هذه الخطوبة برغبة من الشاب أو أهله، هل شعرت أنك على وشك
الانهيار وفقدان التوازن؟ وهل تركت هذه الخطوة في نفسك مرارة تؤثر على
حياتك في المستقبل وفي اختياراتك المقبلة؟
عندما تفسخ الخطوبة نتيجة لعدم تفهمه لنظرتك لبعض الأمور، أو نتيجة سماعه
بعض التعليقات أو التوجيهات من أسرته، فهذا مؤشر على أن هذا الشخص لا يمكن
أن يحقق لك السعادة في المستقبل بل على العكس، فسيكون زواجكما بداية
لسلسلة من المتاعب والمشاكل. وعندما تشعرين أن محبته غير كافية ولا تعادل
محبتك له، فهذا أيضا سبب مهم جدا لعدم الارتباط به، فليس هناك أمر أصعب
على الفتاة من زوج لا يكن لها مشاعر قوية تعادل مشاعرها نحوه بل تزيد
عليها.
ابتعدي عن الشعور بالذنب أو الخوف من المستقبل، فلست أنت السبب الذي جعله
يفسخ هذه الخطبة، وحتما ستجدين دائما أشخاصا يقدرون صفاتك وآراءك ونظرتك
للحياة، فلا يمكن للإنسان أن يرضي أذواق جميع البشر، ومثل هذه التجارب
تولد من شخصية الفتاة شخصية يحكمها المنطق والنضوج وستساعدك هذه التجربة
بالتأكيد على فهم ذاتك أكثر وفهم الرجال أيضا، والمهم جدا أن لا تدخلي في
دوامة من الحزن والندم والضياع نتيجة لفشل تجربة بسيطة، بل انطلقي إلى
عملك وإلى نشاطاتك بكل ثقة، وعوضي عن دفء التواصل الذي كان مركزا باتجاه
هذا الخطيب إلى أصدقائك وعائلتك، وحاولي أن تقضي معهم أوقات أطول، فكثيرا
ما تساعد العلاقات الطيبة والدافئة في التغلب على المشاعر المجروحة.
يعلمنا الكتاب المقدس أن الإنسان في معظم الأوقات يجرح من أحبائه، وهذا ما
اختبره المسيح عندما رفض من أهله ومن خاصته، ولكن الله موجود للتعويض عن
المشاعر المجروحة، وكل شخص يتخذ الله مصدرا لفرحه وقوته ونظرته إلى نفسه،
يكون أكثر صلابة وقوة عندما يتركه البشر، بل بالعكس يكون شخصا متعزيا
وإيجابيا في كل الظروف