مارو الحزينه عضو مميز
المساهمات : 2146 تاريخ التسجيل : 26/01/2010
| موضوع: سمات الشباب الطاهر الأربعاء فبراير 03, 2010 3:48 am | |
| سمات الشباب الطاهر لنيافة الانبا موسىاسقف الشبابليس من شك أن تيار الاثم العامل فى هذا الدهر يجعلك تئن كل يوم , طالبا من يمين الرب المقتدرة خلاصا وطهارة وعفافا , لنفسك ولكل الخليقة 0 وليس من شك أنك اختبرت - بنعمة المسيح - اوقاتا كثيرة قضيتها فى فرح الرب ونوره وقداسته , وان لم تكن قد اختبرت فأرجوك أن تسرع لتقرأ اختبارات القديسين فى هذا الأمر 0ولعلك لاحظت من خبرتك الخاصة ومن خبرات القديسين , أن الطهارة كنز ثمين , يشيع فى النفس والجسد والروح فرحا وصفاء , لنشتاق الى الطهارة , ونسعى نحوها بالنعمة 0والشباب الطاهر نجد أنه على الدوام :01- شباب ناجح :0كان الرب مع يوسف فكان رجلا ناجحا ( تك 39 : 2 ) 0لاشك أن الشباب الطاهر يحتفظ بقواه الجسدية , مما ينمى قواه الذهنية , ويساعده على التركيز والتذكر , وهما السلاحان الأساسيان للنجاح الدراسى والعملى 0الشباب الطاهر لاتتشتت أفكاره , ولا تتبعثر قواه , بل انك تجده دائما سليما صحيا , ومتوقدا ذهنيا , ومتحمسا لاتجاهات بناءة ومقدسة , مما يسهم بالضرورة فى حفظ طهارته وفى انجاح شخصيته 0الشباب الطاهر يضبط نفسه فى كل شىء : فى الأكل والراحة والنوم والفراغ والميول وهو متزن غريزيا وانفعاليا 0002- شباب شجاع :0فادمان الخطية يخلق فى النفس حالة من " الجبن الداخلى " والرعدة الباطنية من مواقف الحق والشهادة 0الشرير يهرب ولا طارد اما الصديقون فكشبل ثبيت ( أم 28 : 1 ) 0لقد كان هيرودس الملك الطاغية يهاب يوحنا عالما أنه رجل بار وقديس (مر6:20)0وكان المعمدان المتنسك الأعزل يرفع صوت الحق فى وجه الملك الزانى : " لايحل لك " !0هناك شجاعة حمقاء مستهترة , تهدف الى ظلم الناس وتمجيد الذات 0 وهناك شجاعة مسيحية , تتخذ مواقف جبارة , وكلمات نارية , يسندها قلب محب ونفس حانية متضعة 0الشباب الطاهر منطلق دائما ولا يخشى شيئا لأنه لايشتهى شيئا :0وقفت على قمة العالم , يوم احسست أننى لااخاف شيئا ولا أشتهى شيئا ( القديس اغسطينوس ) 0هو لايتخاذل فى الحق , ولا يجبن أمام الشهادة , ولا ينحنى للخطية , ولا فى حياته السرية , ولا فى حياته العامة 03- شباب حر :0فلاشك أن الخطية تصم النفس بوصمة العبودية لأن " الذى يعمل الخطية هو عبد للخطية " ( يو 8 : 34 ) 0أما النفس الطاهرة فقد مزقت قيودها , وتحررت من عاداتها وربطها , وانطلقت من أسر العدو , لتسلك فى طريق الملكوت بخطى ثابتة , لاتنظر الى الخلف , ولا تخشى ما هو أمام فالعدو قد انسحق تحت اقدامها بالنعمة , والقيود قد تمزقت من ايديها ومن باطنها , فتحررت بالحقيقة !0ويوم قال الرب لليهود : " ان حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا " (يو8:36) , تذمروا واحتجوا بأنهم ذرية ابراهيم ولم يستعبدوا لأحد قط ( يو 8 : 33 ) 0وبينما كانوا رازحين تحت نير عبودية الرومان , وكانوا يفاخرون بحرية مزيفة 0والتاريخ يعيد نفسه , فها ملحدون العصر الحديث يتغنون بالحرية , يتجاهلون أن انطلاقتهم هذه ليست الا تزييفا خطيرا 0انهم مستعبدون لنزواتهم , ونحن نتحداهم أن يتحرروا منها بدون المسيح !0الحرية الحقيقية أن يختار الانسان بين امرين , ولكن أن ينساق الانسان وراء وطأة الاثم والفساد , فهى عين العبودية !04- شباب متسع للآخرين :0الشباب الطاهر , انطلق من اسر ذاته , واتسع للآخرين 0وواضح أن النجاسة هى التعبير المباشر والسريع عن حب الانسان لنفسه 0لهذا ربط القديسون بين النجاسة والكبرياء 0الشاب المنحرف ساخط على نفسه ويسقط سخطه على الآخرين فى نفسية مريضة 0اما الشاب العفيف فهو يسمع شهادة الرب لحياته فينسحق وينسب الكل لله , ويفتح قلبه للجميع رحبا وبلا انانية او نفعية 0الشاب الطاهر ينسى ذاته فى الله وفى القريب , اما الشاب المنحرف فينسى الله والقريب من اجل ذاته 0لعل من انجح وسائل العفة , أن يخرج الشاب من انحصاره فى نفسه , وينطلق نحو الآخرين يشاركهم آلامهم وافراحهم , ويخدمهم فى حب واتضاع 0- شباب فرحان :0 نفسية صافية , لاتعقيد فيها ولا التواء , لاحاجة به الى الانطواء المريض , ولا الى الانسكاب السلبى فى المجتمع 0لاتعتريه الكآبة التى تعقب السقوط , بل يشيع رجاء النعمة فى جنبات جسمه وقلبه وتصرفاته 0فحيثما قابلته يفيض عليك من افراحه وسلامه , ومن هنا تستريح الى لقياه 0الشاب المنحرف يمزق نفسيته بالقلق , ويحطم امكانياته بالرغبات المكبوتة , ويستعبد ذاته لأنماط خاطئة من التلذذ , تؤثر بالضرورة على حياته النفسية والروحية 0اما الشاب الطاهر فاذ شعر أن خطاياه مغفورة فى دم المسيح , واذ يسكن قلبه فى حضرة الله كل حين , تمتلىء حياته بالفرح الثابت الرزين 06- شباب محدد المعالم :0واضح ان الشاب الذى تتجاذبه تيارات الخطية , تجده دائما , مترددا فى اصدار قراراته واتخاذ الخطوة السليمة فى الموقف المعين 0كما تجده ضعيفا فى مواجهة تيارات الشر وايحاءات الخطية فى المجتمع العام والحياة الباطنية 0الشاب الذى لم يحسم طريقة ويحدد معالم شخصيته تجده دائما ساقطا عن ذاته , شاعرا بأنه أقل من الاشرار0اما الشاب العفيف فتجده محدد المعالم , يعرف طريقه , ويتخذ قرارات البعد عن الخطية واجتناب الاثم بسرعة ورضى وارتياح 0لذلك تجده اهلا لتقدير الاشرار والابرار , وناجحا اجتماعيا , ومحبوبا من الجميع 07- شباب مثمر :0
النفس المنحرفة عقيمة وبلا ثمر : " فأى ثمر كان لكم حينئذ , من الامور التى تستحون بها الان " ( رو 6 : 21 ) 0اما النفس الطاهرة فتراها مشغولة بالرب , تثمر فى حياة الشركة مشغولة بالنفوس , تثمر فى حياة الخدمة , ومشغولة باتجاهات مقدسة , تثمر فى حياة القدوة 0النفس الطاهرة تقتنى بالروح القدس ثمر الروح وهو : " محبة , فرح , سلام , طول أناة , لطف , صلاح , ايمان , وداعة , تعفف " ( غل 5 : 22 ) 0النفس الطاهرة نفس منتجة , فعالة , ذات تأثير واضح فى الاخرين , لحساب خلاص نفوسهم ومجد المسيح 0والان ادعوك الى لحظات هادئة فى حضرة الرب 0فيها تفحص ذاتك , وتسلم حياتك , وتعطى نفسك للرب عطاءا كليا بلا تحفظ 0ثم تبدأ أن تجاهد فى طريق القداسة بلا تردد , او تراجع , او يأس , بل بفرح ومثابرة وقوة , واثقا أن السماء تراقب جهادك وتفرح به , وأن فى دم المسيح رصيدا كافيا للأغتسال اليومى والتطهير الكامل 0اسمع نصيحة العظيم أنطونيوس : " اتعب نفسك فى القراءة فهى تخلصك من النجاسة " والقديس ذهبى الفم : " الوجه الذى تقدس بعلامة الصليب , لاينحنى امام الشيطان " والقديس امبريسيوس : " الصليب دواء الشهوة " 0ها ان يد الرب لم تقصر عن ان تخلص , فلنطرح حياتنا عند قدميه بمذلة وفرح , واثقين ان الهنا معنا وأن " النصرة هى من عند الرب " والرب معك | |
|