" الرب نصيب قسمتى " (مز 5:16)
+ عندما يسلم المؤمن أمره لله ، ويخضع له ، يختار له شريكاً صالحاً ، ويقبل إختيار الله ( مع سؤال أهل الأيمان – المرشدين الروحيين- والأباء الحكماء ) ويقبل نصيب الرب بشكر وبفرح جزيل ، لأن اختياره الصالح سيكون مصدراً لراحته وفرحه .
+ " فالزوجة المتعقلة من عند الرب " ( أم 14:19) ، أما أن يختار المرء لنفسه شخصية لها صفات عالمية ، فسوف يعانيان كلاهما ، لعدم وجود الرب فى بيتهما . وليس هذا الإختيار السيئ من عند الله بالطبع ، وليس الشريك فى هذه الحالة قسمته ونصيبه ، كما يزعم البعض ، مدعين أن الله أوقعهم فى زيجة فاشلة . وهو قدوس وصالح ، ولا يجرب أحداً بالشرور ( يع 13:1) ، إنما كان ذلك التعب العائلى مرجعه سوء إختيارهم وحدهم . ولعدم التدقيق فى مصادرهم ، وللبحث عن المظهر دون الجوهر ، والشهوات دون العفة ، والماديات دون الروحيات !!!
+ وفى العهد القديم ، لم يعط الرب كهنة الشريعة القديمة ، ميراثاً أرضياً – فى أرض الموعد- كباقى الأسباط ، بل صاروا " نصيب الرب " ( إكليروس ) ، ويتولى الرب تدبير حاجتهم ، المادية اليومية ( من المذبح يأكلون هم وأهلهم ) .
+ وقد أعطانا داود مثالاً ، فى تسليم حياته لله ، وقبوله نصيباً وحيداً له ، وبالمثل فإن الرهبان والسواح ، وباقى الخدام ، قد صاروا من نصيب الرب ، وهو نصيبهم ومصدر حياتهم ونعمتهم وسعادتهم .
+ أما الأشرار – على كافة مستوياتهم الشريرة- فنصيبهم ( كما حدده لهم الله ) ، البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ، المعدة لإبليس وجنوده ( رؤ8:21) . ( فهى أشد ملايين المرات من نار العالم ) .
+ وأيضاً من ليس له نصيب فى الرب ، وفى ملكوته ، كل من يتلاعب أو يزور فى كلام الله ، فسوف يحذف الرب اسمه من سفر الحياة ، ويحرمه من دخول أورشليم السمائية (رؤ19:22) .
+ وقد قارن " آساف " المرنم ، حياته الفقيرة مادياً ، بما لدى الأغنياء فى العالم . وحزن ، ولكنه لما دخل الهيكل ليصلى ، شعر بآخرتهم ، فوصف نفسه بغباء الحيوان ، وطلب بأن يكون الرب هو نصيبه الوحيد " ومعه لا يريد شيئاً على الأرض " ( مز73) ، وهو درس هام لكل نفس .
+ وليتنا نتشبه بمريم أخت لعازر ، التى أختارت المسيح نصيباً صالحاً لها . ولنكن مثلها ، ومثل كل الخدام ، الذين صار نصيبهم الله ، دون سواه ؟! فنتمتع برضاه ، وننال بركته ونعمته .
بابا سمير بنعمة المسيح