مارو الحزينه عضو مميز
المساهمات : 2146 تاريخ التسجيل : 26/01/2010
| موضوع: *** الاطفال واهميتهم وكيفية التعامل معهم الثلاثاء فبراير 02, 2010 1:03 am | |
| *** الاطفال واهميتهم وكيفية التعامل معهم ***
بقلم: البابا شنودة الثالث
الأطفال هم نواة الجيل المقبل, إن أحسنا إعدادهم, أمكننا ضمان جيل سليم نافع, أما إن أهملناهم أو أسأنا معاملتهم, فستكون النتيجة كارثة اجتماعية في المستقبل, لذلك فالأطفال هم وديعة في أيدينا, سنقدم عنها حسابا أمام الله والوطن, وهذه المسئولية تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع وجميع أجهزة الدولة.
والطفولة تنقسم إلي نوعين:
الطفولة المبكرة التي في السنوات الخمس الأولي تقريبا من العمر,
والطفولة المتأخرة, وهي ما بعد ذلك حتي سن الصبا,
وسوف نتحدث في هذا المقال عن الطفولة المبكرة وخصائصها وكيف التعامل معها,
وما تجده في مقالنا هذا ليس هو نتيجة قراءات في كتب علم الاجتماع أو علم النفس أو الأنثروبولوجي, إنما هو خبرات عملية في التعامل مع الأطفال ودراسة نفسياتهم وطباعهم.
أول قاعدة في التعامل مع الطفل هي
أن تعامله بما يناسبه, بمستوي عقليته ونفسيته, فإن فشلنا في التعامل معه فغالبا ما يرجع ذلك إلينا, إذ نكون قد أخطأنا فهم الطفل, أو أخطأنا الوسيلة إلي اجتذابه,
والوضع السليم هو أن ننزل إلي مستواه, ولا نكلمه من فوق, لابد أن نعرف ما يحبه وما لا يحبه, وأن نفهم طباعه ونتمشي معه, ولا نرغمه علي الخضوع لطباعنا.
اجعله يشعر إنك صديق وأنك في صفه, وليكن هذا هو أساس التعامل, وإن قابلت طفلا لأول مرة أو رأيته في زيارتك لأسرته, فلا تسرع بحمله علي كتفك أو بمداعبته, فربما يصدك فيؤثر فيك هذا الصد, فتأخذ منه موقفا أو تتجاهله, وهكذا تفقد علاقتك معه.
إن الأم التي توبخ طفلها الصغير بقسوة, وقد تهدده بعنف, ربما يصرخ الطفل في خوف ويستغيث, لا بسبب كلامها فربما لا يفهمه, أو يكون منشغلا بملامح وجهها الغضوب, ويري فيه صورة مزعجة لا يحتملها.
وما أسهل أن تترك هذه الصورة عقدة في نفسه أو تسبب له أحلاما مزعجة.
* الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة يستخدم الحواس أكثر من العقل, ويحب الصور أكثر من المعلومات, أو تصل إليه المعلومات عن طريق الصور, وهو في هذه السن يحب الحيوانات والطيور, ويراها أمامه كما لو كانت تنطق وتتكلم, وقد يحتضن لعبة من قطن بشكل قطة أو دب, ويخاطب تلك اللعبة كأنها كائن حي, وتصلح له في هذه السن قصص الحيوانات, إنها تشبع خياله, وحبذا لو كانت هادفة, تعجبه قصص ميكي ماوس وأشباهها, وهو يحب الحكايات, ويحب من يحكي له حكايات, لذلك جهز نفسك برصيد من الحكايات, تصير بها صديقا للأطفال.
* والطفل يحب اللعب ويجد فيه تسليته ومتعته ويحب من يعطيه لعبا, كما يحب من يلاعبه أو يلعب معه من الكبار, والمفروض أن نوفر للطفل مجالا للعب, وأنواعا من اللعب التي يحبها, وإن لم نفعل ذلك فسنجعله يلجأ إلي تصرفات من اللعب فيها عبث أو خسارة, أو أنه يحدث ضوضاء ثم نلومه علي ذلك واللوم يرجع إلينا,
والا نسأل:
كيف يمكن أن يشغل الأطفال وقتهم؟ وماذا قدمناه لهم؟! وهناك ألعاب للأطفال لا تقتصر فقط علي التسلية, إنما تشمل أيضا تدريبات علي الذكاء والخبرة, مثل ألعاب لبعض قطع الكاوتشوك متنوعة الأشكال والألوان, ومعها رسم لبيت يستطيع الطفل بتشابكها أن يبني بيتا ثم يهدمه ويبني آخر برسم آخر.
* الطفل أيضا من طبيعته أنه دائم الحركة, له طاقة يستخدمها في الحركة, ولا تستطيع أن تأمره بأن يجلس في مكان صامتا لا يتحرك, لأن هذا ضد طبيعته, فإن أرغمته علي ذلك, لكي ترتاح أنت, يكون هذا لونا من قهر الكبار للصغار, ولا يجوز أن نعود أطفالنا علي قبول القهر.
.
| |
|