أولا جغرافيا :-
تقع مدينة أبيار بمركزكفر الزيات ، شمال غرب طنطا فى محافظة الغربية وتبعد عنها بمسافة 14.5 كم ، ويرجع الاسم إلى دخول العرب مصر . حيث ترجموا إسمها القبطـــــــــي ((`piar () الذي يعني القناة الي ابيار" اي عدة آبار" ( لتشابة النطق بين كلمة ((`piar () القبطية وكلمة أبيار العربية ) .. ويلاحظ هنا خطأ ترجمة الأسم من القبطية إلى العربية حيث أبيار ((`piar () تعنى القناة . وهذا كان الواقع لهذه البلدة ، حيث أنها كانت جزيرة يحيط بها النهر ، فإن إسم أبيار التى ترجم إلى عدة أبيار (أوجمع كلمة بئر) يعنى أن البلد تعيش على المياه الجوفية وهذا عكس الحقيقة . وهى من القرى القديمة بمحافظة الغربية ، وكانت تسمى قديماً المنطقة التى تقع فيها أبيار بجزيرة بنى نصر ، وكان يحد هذه الجزيرة عدة قرى هى منوف العليا و البنداريه وفيشا سليم وقليب أبيار وتنتهى الجزيرة بقرية ببيج .
ولقد وردت أبيار فى معجم البلدان على أنها قرية بجزيرة بنى نصر بين مصر والإسكندرية وفى تحفة الإرشاد أبيار من اعمال جزيرة بنى نصر وكانت مشهورة أبيار بالأسواق وبالقماش الأبيارى .
ثانياً:- دينياً :-
كانت أبيار من الإيبارشيات القديمة ، وتوجد اشارات كثيرة لوجود كرسى اسقفى فى أبيار أستمر فترة طويلة ومن الأباء الأساقفة الذين ذكروا فى تاريخ الكنيسة لهذه الإيبارشية :-
1- الأنبا مرقس أسقف أبيار أيام البابا كيرلس الثالث (75).
وكان هذا الأسقف من الأساقفة الذين اجتمعوا فى أول أجتماع أقامه البطريرك بعد رسامته واجتمعوا فى حارة زويلة سنة 1240م لكى يسنوا قوانين كنسية جديدة وسميت بقوانين كيرلس بن لقلق . ولقد حضر أيضاً طبخ الميرون فى عهد البابا كيرلس 75 .
2- الأنبا يؤنس أسقف أبيار أيام البابا يؤنس الثامن (80).
وكان واحد من ثمانية عشر أسقفاً حضروا عمل الميرون فى حبرية البابا يؤنس الثامن وكان ذلك سنة 1305م ، 1021ش.
3- الأنبا مرقس أسقف أبيار فى حبرية البابا يؤنس الثامن (80) .
وكان واحد من 24 أسقفاً حضروا عمل الميرون للمرة الثانية فى حبرية البابا 80 وكان ذلك سنة 1320م / 1036ش . والذى تم طبخة فى الكنيسة المعلقة بمصر القديمة ولقد حضر هذا الأب الأسقف أيضاً عمل الميرون فى أيام البابا بنيامين الثانى (82) سنة 1330م / 1046ش ضمن عشرون أسقفاً حضروا عمل الميرون فى عهد البابا بنيامين الثانى .
فمن هذه الأشارات يتضح وجود أسقفية لأبيار فى العصور الوسطى حتى منتصف القرن الرابع عشر ولقد ذكر أبو المكارم 1209م فى كتابه الكنائس و الأديرة فى القرن الثانى عشر أن منطقة أبيار اسقفية وكان يوجد بها ستة كنائس كالآتى :-
1- بيعة السيدة العذراء مريم والدة الإله .
2- بيعة فيلثاؤس الشهيد .
3- بيعة بيلاطس البنطى* الذى آمن وأستشهد على أسم السيد المسيح على يد طيباريوس قيصر .
4- بيعة مار جرجس عدى عليها البحر.
5- بيعة لابو مينا بحرى المدينة وبها قلاية للحبساء* وسور داير .
6- بيعة للملاك ميخائيل .
ولقد ذكرت هذه الكنائس أيضاً فى كتاب الملحقات فى أسماء الأباء البطاركة فى الكنيسة لأبى المكارم وحالياً لا يوجد سوى كنيسة السيدة العذراء ودير مار مينا الأثرى ويبعد حوالي 2كم عن قرية أبيار وأيضاً مذبح خاص بأسم مار جرجس داخل الكنيسة الأثرية لمار مينا أحياءاً للكنيسة التى غرقت قديماً .
نشأة وتطور الدير
مما سبق يتضح أن دير مار مينا الأثرى الشهير بالحبيس كان موجوداً فى أوائل القرن الثانى عشر . بحسب ما ذكر فى مخطوطة " تاريخ الكنائس والأديرة " لأبي المكارم ( 1208 م ) . . إبيار من جزيرة بني نصر وتعرف قديما بنيقاوس المدينة... بها بيعة لأبو مينا في بحري الناحية وبها قلاية الحبساء وعليها صــور ( أي سور) دابر "
تطور الدير :-
حتى نهاية حبرية الأنبا توماس مطران الغربية و البحيرة و الفؤادية وخلفه الأنبا إيساك كان الدير بصورته البسيطة . كنيسة كبرى باسم شفيع الدير الشهيد مار مينا العجائبى . وفى غرب الكنيسة مبنى صغير للضيافة ولإقامة المطران وكان يحيط بالسور القبلى للدير مجموعة من الحجرات يرجح أنها كانت قلالى للحبساء . واستخدمت فيما بعد لإقامة زوار الدير أثناء الأحتفال السنوى الذى كان يقام لشفيع الدير فى 15 بؤونه الموافق22 يونيو ( عيد أكتشاف جسده ) و 15هاتور الموافق 24 نوفمبر (عيد أستشهاده) من كل عام . وكان الزوار يستغلون منطقة الحقول المحيطة بالدير للإقامة . وكان يقام أحتفالاً كبيراً يستمر لمدة أسبوع وينتهي بعيد شفيع الدير .
ولقد ذكر فى مذكرات المرحوم المهندس حنا يوسف عطاالله شقيق المتنيح البابا كيرلس السادس . أن قداسة البابا تم عماده أثناء هذه الاحتفالات بالدير وهو صغير ونشأت العلاقة القوية بين قداسته وشفيعه مارمينا من خلال هذه الاحتفالات حيث اعتادت الأسرة الحضور من دمنهور فى كل عام للإقامة بالدير والاحتفال بعيد الشهيد العظيم مار مينا العجائبى .
وفى حبرية الأنبا يؤانس أسقف الغربية المتنيح أبطل عمل هذه الاحتفالات لخروجها عن اللائق وطبيعة الاحتفالات الدينية والمسيحية . ولقد قام الأنبا يؤانس المتنيح ببناء بيت خلوة للشباب مكون من أربعة طوابق وأنشأ به كنيسة باسم الملاك ميخائيل ليستفيد بها الخدام أثناء خلواتهم الروحية وأنشأ ايضاً مذبح باسم الأنبا أنطونيوس و الأنبا بولا ومذبح آخر باسم مار بولس الرسول بالدور الثاني بالكنيسة الأثرية .
الدير حالياً
1- فى حبريه نيافة الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها أهتم نيافته بتجديد الدير وتجميله وتعميره فأستغل المساحات الموجودة بالدير كحديقة كبيرة كما أقام مجسم مثمن الشكل محاطاً بحديقة ستديرة وسط فناء الدير تشرح حياة القديس مار مينا وإستشهاده بالزجاج المعشق .
2- أقام مشروعات إنتاجية للشباب بالدير مثل ورشة الزجاج المعشق و الموزييك على أعلى مستوى تخدم الكرازة المرقسية بالداخل و الخارج .
3- يقوم نيافته حالياً بإنشاء مبنى ضخم كمجمع خدمات به صالات إجتماعات على أحدث مستوى تكنولوجى وحجرات للإقامة على أعلى مستوى وأيضاً مكان لائق بإستقبال المسئولين من قبل الدولة .
4- تقدم نيافته للجهات المسئولة لاستصدار ترخيص لإقامة مبنى للخدمات الإنتاجيه يستخدم كمركز تدريب للشباب لتعلم حرفه (كالنجارة – الكمبيوتر – الزجاج المعشق – دورات لغات) وغيرها من المشروعات التى تفيد الشباب وتزيد دخله . هذا بالإضافة إلى اللمسات الجمالية كمكان للراحة و التعبد للزوار.
وبفضل هذا الاهتمام يتقاطر الزوار من كل جهة لزيارة هذا المكان واخذ بركة و شفاعة الشهيد العظيم مار مينا العجائبى .
[