الزوجان ومواجهة الأزمات
من منا لم يتعرض لأزمة - مشكلة - موقف صعب - ضيقة - ظرف طارئ...؟!
قد تكون أزمة نفسية أو مادية أو عاطفية، ومع ذلك فالأزمة التي لا تقتل، فإنها تقوِّي وتشدد!!
والأزمة التي تبدو لك كبيرة ومعقدة، قد تكون مجرد موقف سخيف، بالنسبة
لآخر. فنحن - أحياناً - نخطئ في تقدير الموقف، والتمييز بين مشكلة حقيقية،
وبين مشكلة قد تبدو كبيرة في أعيننا، ثم لا تلبث أن تتضاءل إذا تجاهلناها،
أو نسيناها، أو انتهت هي دون تدخل منا.
فبمعرفتك للأزمة الحقيقية التي تتعرض لها يمكنك
تقييم الموقف على حقيقته، ومن ثم البحث عن وسيلة للخروج من هذه الأزمة،
وأنت أكثر قوة، وأكثر فاعلية وإيجابية عن ذي قبل!
أين المشكلة؟
يصف علماء النفس والاجتماع الأزمة الحقيقية بأنها:
- تصيب صاحبها بالقلق المستمر، والضغط الدائم، والعصبية، وتعطي شعــوراً
كبــيراً بالإحباط والخسارة (مادياً - أو معنوياً - أو عاطفياً).
- تشعر معها بأنه لا حل لديك، وكأنك مربوط وراء عربة تسير بك، تجري
أحياناً، وقد تقف مرة، أو تقفز في الهواء مرة أخرى، لتحط بك على الأرض
فجأة دون أي تَحكُم منك!
- تعطي مشاعر غامضة بالخوف من المجهول، أو من المستقبل غير المضمون.
- قد تجعل صاحبها يفقد الثقة بكل من حوله، وبكل المبادئ التي كان مؤمناً بها من قبل.
- حتى بعد انتهاء المشكلة أو الأزمة، تظل آثارها باقية ومؤثرة في سلوك الإنسان لفترة قد تقصر أو تطول، وقد تستمر باقي أيام حياته!
الأسرة والمشكلات الكبيرة
- قد تصاب بخيبة أمل كبيرة في فقدان شخص عزيز، أو فقدان رب الأسرة لعمله الذي يشكل مصدر رزقه ومعيشة كل أسرته.
- تعرضه لحادث أو مرض يفقده القدرة على المشاركة والعطاء، فيصبح غير قادر
على العمل، وفي الوقت نفسه يصبح عبئاً على باقي أفراد أسرته!
- الانفصال أو الطلاق، وهو أكبر مشكلة أو أزمة يمكن أن تهز مشاعر كل أفراد
الأسرة، ويتجلى تأثيرها بصورة أكبر على الأطفال أو الأبناء لما تسببه من
زعزعة واهتزاز ثقتهم فيمن حولهم، والشعــــور بعـــدم الأمـــــان
والخـــوف، مما يعرضهم للصدمة، والعقد النفسية التي تظهر من خلال تعاملهم
مع الآخرين.
- تورط أحد أفراد الأسرة في مشكلة كبيرة أو كارثـــة، قـــد تعرضـــه
للعقوبة أو للسجن، أو قد يصبح مرفوضاً ومنبوذاً من المجتمع من حوله.
الإيمان وتقدير الموقف
- على حسب إيمانك بقدرة الله سبحانه، وحده، بأنه هو القادر، ويستطيع أن
يساعدك على تخطي الأزمة، فإنك يمكن أن تواجه مشكلتك بثقة وشجاعة مهما كان
حجمها، ومهما كان تأثيرها عليك أو على من حولك، وبالتدريج ستصبح الأزمة
مجرد ذكرى، قد لا تتذكر تفصيلاتها.
- قَيّم الموقف أو الأزمة حسب حجمها الحقيقـــي بــلا تهويــــل، وبـــلا مبالغـــة، ولا تستبعـــد أي حلــــول يمكـــن أن تساعدك.
- جرِّب ولا تيأس.. فإذا كنت قد تعرضت لأزمة أو ضيقة مالية، فضع في ذهنك أن الكثيرين من أغنياء ومشاهير العالم قد بدأوا من الصفر.
- كثير من الضيقات قد ننظر إليها وكأنها حلقة ضيقة ومغلقة بإحكام، ولكنك تجد فجـأة أنهـــا فُرجــت بعد الظن بأنها لا تُفرجُ!
- لا توجد مشكلة بلا حل، أو أزمة تستمـــر، ولكن قد يتأخر الحل أو العون،
أو قد يكون بقربنا ونحن لا نراه من شدة يأسنا، ولكن بعد مواجهة الأزمة
وبعد التفكير بهدوء وصبر، تجد الحل يأتيك من حيث لا تدري.
- أدع الله بلجاجة، وبلا ملل فهو يرى، ويعرف ماذا تريد، ولكنه يريد أن
يسمعك، كما أنه قد يتأنى عليك في الاستجابة لحكمة قد تعرفها لاحقاً.
- أحياناً قد يتعرض الإنسان للظلم من مجتمعه بسبب غلطة أو تصرف، وقد يكون
رغماً عنه، فحاول ألا تنظر للوراء وألا تظل أسير نظرات الناس ولومهم.
- علِّم طفلك من البداية أن الحياة فيها السهل، والصعب، الممكن وغير
الممكن، الجيد والسيئ، علمه أيضاً أن يفرق بين الصحيح، وبين غير الصحيح أو
المزيف، حتى يشب فاهماً وواعياً لـِمَا يدور حوله، يستطيع التفكير
والتقييم بمفرده لاختيار مستقبله، وطريقه في الحياة عن اقتناع، ويستطيع
مواجهة كل مشكلاته دون أي تدخل منك.
- تذكر أقوال وشهادة الكثيرين من الناس عن دور الأزمة أو الضيقة التي
قابلتهم في حياتهم، وكيف واجهوها بشجاعة ولم يهربوا منها، فتغلبوا عليها،
وساعد هذا على بناء شخصياتهم ونضجهم ونجاحهم.
- فإذا استطعت أن تجتاز المشكلة بسلام، فستخرج منها أكثر معرفة وأقوى ثقة في نفسك، وفي قدرة الله ...