يسرنى كثيرا أن التقى بكم فى فرع
كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا و الذى خدمت فيه مدة طويلة قبل الرهبنة و أن
اتكلم معكم عن الخدمة خاصة الخدمة فى ايامنا و كيف انها تختلف ربما عن
الأيام الحاضرة.فى الحقيقة نشكر الله أننا انشأنا فى كنيسة الأنبا
أنطونيوس فقد كانت بالنسبة لنا كنز كبير من الروحيات.هناك فروع كثيرة كانت
متخصصة فى نواحى أخرى : فمثلا كانت هناك فروع تهتم بالخدمة الأجتماعية او
بالنشاط الأجتماعى ( من حفلات – و ندوات – و رحلات ) و فروع أخرى كانت
تهتم بكثرة انشاء و تأسيس فروع مدارس الأحد و كثرة عدد المدرسين و هناك
فروع كان لها انشطة أخرى.اما فرع الأنبا انطونيوس فكان يركز فى الروحيات و
كان خدامه لهم طابع خاص انهم روحيون مدققون جدا فى حياتهم الخاصة . فى
تداريبهم الروحية.. يهتمون بهذا الوضع فكانوا بعيدين جدا عن سياسات
الكنيسة و عن سياسات الأخبار المتنوعة من هنا و هناك .حتى أننى اتذكر فى
أحد المرات جاء أعضاء اللجنة العليا للتربية الكنسية من أجل مشروع الأحوال
الشخصية و أرادوا أن يتكلموا فى الكنيسة و قابلهم الأستاذ لبيب راغب –
أبونا أنطونيوس راغب – فقالوا له نريد أن نتكلم عن موضوع الأحوال الشخصية
فى أجتماع الشبان فقال لهم ان الرسالة التى تركها لنا الله أن نوصل له
هؤلاء الخمسمائة شاب عندما نفعل ذلك نستطيع أن نفكر فى شىء آخر .كان
اجتماع الشبان بكنيسة الأنبا أنطونيوس هو أكبر أجتماع فى شبرا أو فى
القاهرة لأن عدد خمسمائة شاب أو ستمائة شاب كان عدد جبار لم يكن له مثيل
.و لكن طبيعى هذا العدد زاد الآن و الكنائس زاد عددها ايضا. كانت الكنيسة
نشيطة روحيا فى الوقت الذى لم تكن هناك امكانيات فالزمن الذى عشنا فيه كان
زمن صعب فمثلا الكهنة لم يكونوا من الخدام .. كان فى القاهرة ككل أو فى
البلاد الأخرى عندما سيرسم احد الخدام كاهنا فان هذا يعتبر نصر كبير فى
الايبارشية أنها فتحت أمام الخدام . فمثلا ايضا لم تكن هناك مثاليات حتى
فى رئاسة الكهنوت و كانت الكنيسة متعبة جدا جدا لدرجة أنه فى ايام كنا
نعتبر المطران المثالى هو الذى لا يغلط : أى لا يسب أو لا يشرب ..أو لا
يهتم بالمال .. هذا هو المثالى و يعتبر قديس و نقرح أن نجد مثل هذا
الأنسان . أما أن نجد واحدا يخدم أو يعظ أو ينظم الخدمة أو تكون له روحيات
معينة أو علاقة حلوة مع ربنا فهذا ما لم نكن نجده. كانت ايام صعبة و مع
ذلك كان الخدام يهتمون بروحياتهمو هنا أحب أن أقول ان هناك فارقا كبيرا
بين الخادم فى كنيسة الأنبا أنطونيوس و الخادم فى أى كنيسة أخرى : كان
الخادم يعد اعدادا كبيرا جدا جدا جدا قبل ان يتولى الخدمة . كان هناك فرقا
كبيرا بيننا و بين فرع الجيزة مثلا الذى كان ينشىء خدمات بالقرى و من
الممكن ان يخرج خادم و يختار له أى فئة من الناس حتى لو تعليمهم متوسط أو
بسيط جدا ليعما منهم خداما او أمناء – أما عندنا فكان من يكون خادما يأخذ
فترة اعداد طويلة جدا – لدرجة أننى كنت موجودا عند الأستاذ حبيب جرجس و
كان ناك أحد الأخوة فى فرع الجيزة و اشتكانى هذا الأخ الى الأستاذ حبيب
جرجس قائلا أن هؤلاء عندهم مجموعة من الشبان لا يستخدموا عندهم أكبر
أجتماع شبان و لكنه لا يستخدم فى الخدمة . كأن أى شخص يكون قد تثقف و
انتظم فى اجتماع الشبان لمدة سنة أو سنتين ممكن ان يصلح للخدمة.و فى
الواقع هم لم يكونوا كذلك بل كانوا يعدوا أنفسهم روحيا من الداخل – فكان
فرع الأنبا أنطونيوس يركز جدا فى الروحيات .. أنشطته لم تكن فى الرحلات و
لا فى الحفلات و لا فى انشاء فروع جديدة و لا فى الاهتمام بمشاكل الكنيسة
و سياستها ... انما كل اهتمامه كيف يبنى من الداخل روحيا و كذلك كان
الخادم يستمر تلميذا بعد خدمته فكان الخادم يأخد أربعة دروس روحية كتلميذ
خلال الأسبوع الواحد : فكل مجموعة من الخدام كانت تمثل أسرة : أسرة
للأطفال تسمى أسرة الملائكة , أسرة للابتدائى , أسرة للثانوى و كل أسرة
لها أجتماع أسرة و فيه تلقى كلمة روحية ودرس . فالخادم يجلس فى الدرس
كمستمع فى أجتماع الأسرة , و يجلس كمستمع مرة ثانية فى اجتماع الخدام , ثم
يجلس كمستمع للمرة الثالثة فى اجتماع الشباب و كان موعده يوم الخميس و
تلقى فيه محاضرتان :· الأولى عبارة عن تسلسل فى الكتاب المقدس و دراسته.·
و الثانية محاضرة روحية عامة.ثم كان الخدام أيضا يحضرون الفصل الكبير يوم
الأحد الساعة السابعة و كنت أدرسه أنا و قبلى الدكتور راغب عبد النور.
الخادم كان يجلس فى اجتماعات عديدة يحتفظ فيها بتلمذته و يحتفظ بتزاضع
قلبه و ليس أنه لمجرد أنه اصبح خادم فقد انتهى عهده من التلمذة و لكنه يظل
صغيرا و يتتلمذ على أكثر من درس فى الأسبوع حتى بعد ان اصبح شابا ذلك الى
جوار القراءات الخاصة و الموضوعات التى تطلب من الخادم أن يلقونها.أتذكر
أول مرة طلب منى أن ألقى كلمة فى سنة 1947 كانت عن القديس أرسانيوس معلم
أولاد الملوك و كنت سألقيها فى اجتماع الخدام و فى تلك الأيام لم تكن هناك
كتبا مثل بستان الرهبان أو سير القديسين حتى اننى ذهبت الى دار الكتب و
بحثت فى الكتب الأنجليزية و الفرنسية و السنكسار و غيرها من الكتب التى
أجد فيها سيرة هذا القديس .الآن يوجد لدينا كتبا كثيرة تتحدث عنه و كتبا
أخرى أكثر بكثير مما كانت فى تلك الأيام فنحن كنا فى زمن لم يكن فيه كهنه
من الخدام و لا مثاليات فى الاكليروس و لا كتبا منتشرة مثل أيامنا هذة لكن
كان يوجد قلب مشتاق الى الله. فلو سألنا مثلا : ما هى الخدمة ؟ أقول
بصراحة أن الخدمة هى الخادم اذا وجد خادم خادم قوى وجدت خدمة قوية واذا
وجد خادم روحى وجدت خدمة روحية . كذلك اذا وجد خادم اهيب من النار صارت
الخدمة كلها حرارة و لهيب من نار . واذا لم يوجد الخادم فكل الأشياء
الباقية لم تاتى بنتيجة . الخدمة هى الخادم .. و الخادم هو القلب الممتلىء
بالحب و الحرارة الروحية .. الملتهب بكل نشاط نحو انشاء ملكوت الله علة
الأرض ..هذة هى الخدمة و ليست الخدمة معناها أنه لدينا أنظمة بالشكل
الفلانى أو لدينا عدد خدام بلغ كذا خادم ..و لكن ان يكون لدينا قلوبا
ملتهبة بحب الله و ملتهبة بالرغبة القوية فى بناء الملكوت.كانت مدارس
الأحد فى كنيسة الأنبا أنطونيوس .. و ارجو ان تكون الآن و كل أوان ملتهبة
بمحبة الله التهابا شديدا لدرجة ان كل خادم كانت الخدمة بالنسبة له هى
الأساس أما وظيفته فهى شىء لا يهتم به . لهذا كنا نفضل الخدمة على كل
دراسة عليا.و اتذكر أنه أكثر من دراسة عليا التحقت بها و كنت من المتفوقين
فيها و لكن عندما أشعر أنها تتعارض مع الخدمة أتركها و اهتم بالخدمة لأن
الوقت كله كان فى خدمة الله .انا شخصيا كنت أنام الساعة الواحدة صباحا –
يوميا – و أستيقظ الساعة السادسة و كل هذا الوقت كان فى الخدمة فبالنسبة
لى شخصيا كنت أخدم فى اربعة فروع تقريبا من مدارس الأحد فى الأسبوع الواحد
و طبعا الفرع الأساسى فيهم هو فرع مدارس الأحد فى الأنبا أنطونيوس .·
كنيسة السيدة العذراء بروض الفرج يوم الأحد الساعة الخامسة و كنت اخدم
السنة السابقة للثانوية العامة- و يطلق عليها الثقافة.· ثم اعداد مدرسين
فى كنيسة الأنبا أنطونيوس يوم الأحد الساعة السابعة.· ثم فى بيت مدارس
الأحد يوم الجمعة الساعة العاشرة صباحا- مستوى فصل جامعة.· الى جوار
الخدمة فى جمعية النهضة الروحية – و هى كنيسة السيدة العذراء بمسرة حاليا
.· الى جوار الخدمة فى اجتماعات الخدام فى فروع كثيرة .· الى جوار مؤتمرات
..· الى جوار الخدمة فى مجلة مدارس الأحد ..· الى جوار الخدمة فى
الأكليريكية .. كان الوقت كله ملك الله و لا تجد وقت لأشياء أخرى.· كانت
مدارس الأحد تهتم باجتماعات الصلاة سواء ايام الصلاة الكاملة او موعد معين
كل اسبوع و كان يوم الأربعاء الساعة الثامنة حتى ان كل من تخرجوا من
الكنيسة و ذهبوا الى بلاد أخرى كانوا يجتمعون فى نفس اليوم و فى نفس الوقت
فى بلادهم لكى يشتركوا معنا فى الصلاة و نحن فى كنيسة الأنبا أنطونيوس .·
كان الانسان مشغولا دائما بالخدمة فكانت تملأ قلبه . اذا اصطدمت بالدراسات
أو أصطدمت بالوظيفة فان الخدمة هى التى تبقى .. أتذكر كنا نسير فى حارة
الدرمللى و كان يسير معنا د. راغب عبد النور و معه شاب متخرج حديثا من
كلية الطب و سأله اذا كان يعمل فى وظيقة حكومية أو انه يفتح عيادة ... ورد
عليه د. راغب عبد النور قائلا : انه اذا عمل فى عيادة فانه سيكسب كثيرا
ووقته كله سوف يصبح للعيادة و لن يجد وقتا لله لذلك كان راى د. راغب عبد
النور أن يعمل فى وظيفة حكومية ..اذا فقد كان الأساس حتى فى اختيار
الوظيفة هو الخدمة ..· من جهة المسائل العائلية فقد كان أغلب الخدام
الموجودين لا يفكر فى أمور عائلية . ووجود خادم منا يكون عائلة قد يكون
بالنسبة لنا شىء غير طبيعى من ناحية انه ترك الله و بدأ يتفرغ لبيته . لكن
من الطبيعى الآن أن الأنسان ممكن أن يجمع بين الأثنين و لكنى أتكلم عن
زماننا فى كنيسة الأنبا أنطونيوس.فكان الخدام ياخذون فترة طويلة فى
اعدادهم ثم بعد ان يعدوا و يصيرون خداما : يقضون فترة طويلة ايضا فى
التلمذة .. ثم فى الحياة الروحية و فى التدقيق الخاص بهم . كان لهم طابع
معين .كان مجرد النظر الى الخدام يكون درسا روحيا .. أى أنسان يذهب الى
كنيسة الأنبا أنطونيوس يرىى الخدام فى تدقيقهم .. فى روحياتهم .. فى نعمة
الله الظاهرة على وجوهم .. فى روح التواضع و المحبة و الاتضاع و السلام
الداجلى و الخارجى .. فى الفاظهم الحلوة الرقيقة و المختارة و المدقق فيها
و المليئة بالمحبة و الأتضاع .. كان مجرد الناظر الى هذا المنظر ياخذ درسا
جميلا حتى لو كان فاتر طوال الأسبوع فان مجرد ان يجد هولاء الأشخاص أمامه
الملتهبون بالروح يجد حرارة تسرى فى قلبه و يبكت فى ضميره على فتوره خاصة
عندما يرى التدقيق الذى كان فى حياتهم و الجدية الشديدة التى كانوا يسيرون
بها فى خدمتهم و فى حياتهم مجرد نظرهم كان نافع للآخرين .أتذكر فى مرة من
المرات ربما كان هذا فى عام 1901 جاءنى شاب من الشباب و طلب سؤالى فى كلمة
روحية أو استرشادى فى شىء خاص و لم يكن هذا الشاب من القاهرة بل من بلد
آخر . فصعدنا سويا الى مكان الفصل و كان اسمه مدرسة الأنبياء . و كان شعر
هذا الشاب منقا و منسقا و قلت فى نفسى هل اكلمه عن هذا الموضوع و الحق
أقول انى خجلت من نفسى و لم ارد ان اكلمه .. و جلس يسألنى و انا أجيب و
بين الحين و الآخر أقول لنفسى هل ياترى أحدثه أم لا ثم أخجل و لا أحدثه ..
الى أن أنتهى من الكلام معى و بعد حوالى اسبوعين جاء هذا الشاب مرة أخرى و
لكنه فى هذة المرة كان قد حلق شعره تماما بدون أن ينبهه أحد .. مجرد وجوده
فى وسط روحى لا يهتم بالمظاهر العالمية و كل الموجودين له شخصيته الروحية
القيادية القوية التى من الممكن أن تكون مثالية هذا كله جعل هذا الشاب
يذهب الى الحلاق و يقص شعره بدون أن يخبره أحد عن هذا الأمر .كانت الكنيسة
مفتوحة بصفة مستمرة للجميع .. أى وقت من الممكن أن يدخل أى أحد و يصلى
.أتذكر مرة نشرت مقالة لى فى كتاب أنطلاق الروح .. و من قبل هذا الكتاب
نشرت فى مجلة مدارس الأحد .. وكانت تبدأ :قال لى و هو ينفث دخان سيجارته
فى وجهى لعلك تعجب من حالتى الآن .... ثم استمرت المقالة و كان عنوانها
"مساكين "و اكن لها تكمله لم تنشر فى المجلة أن هذا الأخ – و كان من ضمن
من يحضرون اجتماع الشبان – أخذته و ذهبنا الى الكنيسة لنصلى فيها ليلا و
كانت حوالى الساعة الثامنة أو التاسعة و كنت أظن اننا سنكون وحدنا فى
الكنيسة و لكنى كنت أسمع أصواتا من هذا الركن المظلم و أصواتا من هناك و
كلها أصوات لأناس غير ظاهرين فقد كان هذا فى الركن المظلم يقف يصلى و ثانى
يقف وراء عمود ليصلى ..الكنيسة لم تكن بدون صلاة فى أى وقت من الأوقات –
فالناحية الروحية كانت هى الناحية الهامة فى حياتنا .الكنيسة أستطاعت أن
تخرج كثيرين متقدمين جدا من الناحية الروحية .. فأذكر أننى كنت الوحيد
الذى كان يحضر العيد فى الدير ( دير السريان حوالى سنة 51 – 1952م) حتى
انه بعد القداس كان يخرج كل راهب الى قلايته و أنا أذهب مع نيافة الأنبا
ثاوفيلس رئيس الدير و نكون وحدنا تماما .ثم بعد ذلك أصبح هناك بعض أصدقائى
يحضرون معى فى العيد و يحضرون ايضا فى أسبوع الآلام و أتذكر أننا كنا
ثلاثة أشخاص يحضرون نحضر أسبوع الآلام فى الدير و تطور الأمر الى أن أصبح
كثيرين الآن يذهبون الى الدير فى أسبوع الآلام و قد يصل العدد الى 150 أو
200 فرد.من أكثر الأشخاض الذين كانوا يذهبون معى الى الدير :أمين نصر :
نيافة الأنبا أرسانيوس محب باقى سليمان : أبونا أنطونيوس باقىو فى بعض
الأوقات كان معنا صموئيل ناشد : أبونا كيرلس المقارى .الأديرة بالنسبة لنا
كان لها تأثيرها الخاص . و بدأت نواحى التكريس تدخل الى حياتنا ... فأول
واحد تكرس فى الأديرة من كنيسة الأنبا أنطونيوس هو أنا ... و أول واحد
تكرس فى خدمة الكهنوت هو شوقى يونان أبونا أنطونيوس يونان .. فى المنصورة
.ثم زاد عدد المكرسين فدخل خدمة الكهنوت أيضا محب باقى سليمان ( ابونا
أنطونيوس باقى ) ... و لا حظوا أننا كنا جميعا نحتفظ باسم الأنبا أنطونيوس
:" ابونا أنطونيوس يونان "" ابونا أنطونيوس باقى "أنا كان أسمى الراهب
أنطونيوس السريانى.فكان بيننا و بين القديس أنبا أنطونيوس محبة كبيرة و
كان مثالا لنا فى حياتنا الروحية فى بيوتنا أيضا كان نفس التدقيق فى
حياتنا الروحية .. أتذكر سنة 1953 أننى رجعت المنزل ووجدت راديو فقلت لهم
: ( مش ممكن أفضل فى البيت و الأخ ده موجود أما يمشى هو أو أمشى أنا )و
أذكر أننى ذهبت الى الرهبنة فى الدير سنة 1954 لم يكن فى منزلنا أشياء مثل
هذة أيضا أقول لكم كيف كنا مدققين جدا فى حياتنا و حتى فى حياتنا الخاصة
أنه كان جزءا من المنزل كان يخصص لى كمكان خاص به أعيش فيه وحدى.القراءة
كانت عندنا تتركز فى النواحى الروحية و النشاط الصيفى أيضا كان من هذا
النوع . فى سنة 1949 كانت هناك أسر صيفية :· أسرة الروحيات : وكنت امسكها
أنا.· أسٍرة درس الكتاب المقدس.· أسرة سير القديسين : و كان يمسكها أبونا
أنطزنيوس يونان .· أسرة العقائد.· أسرة الخدمة.و كل أسرة كان لها نشاط خاص
فى هذا المجال بالذات. فكان الأولاد مثلا يصنعون أشياء بالأركت أو بالجبس
مثل خيمة الأجتماع ... و كان الخادم يشرح لهم و يعطيهم معلومات..كانوا
يعملون هذا النشاط الصيفي دون ان يسمع لهم صوت.. حاليا الي اقطار المسكونة
بلغت اصواتهم – في الخدمة اقصد وليس في الصوت. لكن هذا الفرع كان ينميز
بالهدوء الموجود فيه وكثرة عدد الخدام الروحيين وعمقهم وكثرة عدد الاولاد
لدرجة ان يوم الاحد كان هناك:فصول من الساعة 3 – 4 ثم فصول من الساعة 4 –
5 ثم فصول من الساعة 5 – 6 ثم فصول من الساعة 6 – 7 .. ثم الفصل الكبير
الذي كنت اخدم فيهمن الساعة 7 .. وكانت الكنيسة تمتلئ من الاولاد: واتذكر
انني لم اكن في يوم من الايام امين مدارس الاحد لان ظروفي لم تكن تسمح.
وفي الفروع التي كنت ادرس فيها كنت اعطي الفصل الكبير الروحي لكني لم
اتولي النواحي الادارية في الخدمة.
قلت لكم انه كان يوجد اعداد خدام شديد
فى الأنبا أنطونيوس فكان هناك طلبة فى سنة أولى و ثانية و ثالثة جامعة
لكنهم لم يزالوا بعد شبانا و لم يصبحوا خداما و لو أنى شخصيا بدأت الخدمة
صغير السن فى سنة 1939 و كنت فى الصف الثالث الثانوى القديم ( أى أولى
ثانوى الآن ) و أول فرع خدمت فيه كان فى كنيسة الكلية الاكليريكية فى
مهمشة .. و لم تكن مثل الآن و كانت الكنيسة تتبع الكلية الاكليريكية و كان
الشعب يحضر فيها كل يوم أحد..ثم خدمت فى فروع كثيرة لكن عندما أنضممت الى
الأنبا أنطونيوس كان هو الفرع الأساسى بالنسبة لى .و كان هناك من هم أقدم
منى فى الكنيسة منهم :الأستاذ لبيب راغب : أبونا أنطونيوس راغب.و الدكتور
راغب عبد النور.و اعتقد عوض فرج : أبونا أنطونيوس فرج الآن فى لندن.و ايضا
ميشيل وهبة : ابونا ميخائيل وهبة فى عياد بك.و ايضا فوزى حنين : ابونا
كيرلس حنين فى عين شمس.و لكن قيادة مدارس الأحد كانت للأستاذ لبيب راغب و
د. راغب عبد النور و عوض فرج و كان هؤلاء الثلاثة أمناء و لكن عندما كنت
خادما فى مدارس الأحد كان الأمناء تلاميذ فى فصلى .ففى وقت من الأوقات كان
وديع نسيم أسعد – رئيس قسم فى كلية الهندسة و كان أمين مدارس الأحد و فى
نفس الوقت كان يحضر الفصل الكبير الذى كنت أدرسه . أيضا صموئيل ناشد كان
أمين مدارس الأحد و يحضر فصلى .. و رؤوف جرجس ( فيما بعد أمين مدارس الأحد
بعد صموئيل ناشد و هو الآن .. ابونا يوحنا المقارى ) كان خادما صغيرا و
كان يحضر الفصل الكبير.كانت هناك جدية و مواظبة فى مدارس الأحد و فى حضور
مدارس الأحد كنا نقوم برحلات مثلا للأديرة بنظام روحى دقيق فلا يوجد أى
برامج ترفيهية .. حتى لو هناك فكان لها طابع روحى ( مثلا تسالى حول أسماء
القديسين و هكذا ).فى أيامنا كانت الكنيسة فى حالها فكانت مدارس الأحد
بعيدة تماما عن خدمة الشمامسة كانوا بعيدين عن الخدمة الروحية.ثم فى سنة
53-1954 بدأنا نشترك فى التسبحة و يكون لنا نظامنا و فى أواخر الخمسينات
بدأت الشمامسة يدخلون فى مدارس الأحد و بعد مرور الوقت أصبح من الطبيعى
وجود الشمامسة كخدام فى مدارس الأحد .لكنى أتذكر أننى حتى ذهابى الى الدير
لا يوجد يوما رفعت فيه صوتى فى الكنيسة بلحن ما . كان الانسان يصاى فى
القداس و هو صامت لا يشعر به.أول مرة خدمت فيها كشماس كانت فى الدير سنة
1957 و كنت لا أزال بعيدا عن الكهنوت و كنت خجولا جدا لكن وجود الكاهن و
الشماس و ثالث فى القداس جعلنى أتجرأ بعض الشىء.زيارة الأديرة بالنسبة لنا
لم تكن زيارات لأماكن أثرية للفرجة بل كانت زيارات للتأمل الروحى و فترة
هدوء و خلوة مع الله .أتذكر حتى و نحن فى العالم عندما كنت ضابطا احتياطيا
و كانت لنا معسكرات . فكان عندنا معسكر فى الماظة و تعرفت هناك على خادم
من الخدام و كنا كل يوم نذهب الى مكان هادىء او فى جبل عالى و نجلس جلسات
روحية معا و يكون لنا عملنا الروحى الكبير جدا فى القراءات و التأمل
الروحى كل هذا و نجن فى معسكر جيش فحياة الجيش لم تمنعنا عن عبادة الله و
هذا الخادم اسمه توفيق بشارة تم رسمته بعد ذلك كاهنا باسم ابونا مرقس مرقس
بشارة فى كنيسة السيدة العذراء بمسرة .كانت حياتنا الروحية هى فى كل مكان
نوجد فيه لذلك أمكن لنا الا ندخل فى أى مشاكل خارجية .ربما كنت أنا أكثر
من فى كنيسة الأنبا أنطونيوس تفرعا فى الخدمة أما هم فكانوا يحتفظون
بهدوءهم فى حياتهم الروحية المركزة . أما أنا فالى جوار خدمتى فى الأنبا
أنطونيوس ..كنت رئيس تحرير مجلة مدارس الأحد و هذا كان مجال آخر ربما خدام
الأنبا أنطونيوس مبتعدون عنه...أيضا كنت مدرسا فى الاكليريكية فى مصر ثم
فى الأسكندرية ...وكنت مدرس فى مدرسة الرهبان ..كانت لى أنشطة كثيرة فى
مؤتمرات كثيرة لمدارس الأحد و اجتماعات الخدام فى فروع أخرى كثيرة لمدارس
الأحد . أنا أكلمكم عن حب الخدمة فى الأنبا أنطونيوس و أنا كنت أكثرهم
انفتاحا أما غالبية المدرسين فى الكنيسة فلم يكونوا منفتحين على المجتمع
هكذا بل كانوا يركزون جدا فى خدمة مدارس أحد الأنبا أنطونيوس بالذات
.لكنهم عندما خرجوا كخدام .. خرجوا كخدام أقوياء كل منهم فى المكان الذى
ذهب اليه كان هو البلد.ابونا أنطونيوس يونان – مدينة المنصورة .ابونا
أنطونيوس باقى – مدينة الزقازيق .أما أنا فكان اتجاهى رهبانى و ليس اتجاه
مدن