لماذا مات المسيح مصلوبا ؟؟ ولماذا الصليب ؟؟ وان المعلق على خشبة ملعون تث 21 : 23 ..
. فهل يطلق هذا الوصف على المسيح ؟؟
قداسة البابا شنودة
----------------------
اللعنة لم تصب على المسيح , لكنه حمل اللعنة المحكوم بها على الانسان فى شريعة العهد القديم " تث 27 : 28 .. كما ان المسيح لم يخطئ ابدا , ولكنه حمل كل خطية الانسان لكى يمحوها بدمه .. فهو لم يكن خاطئا , ولكنه كان حامل خطية .. وهكذا حمل لعنتنا لكى يحمينا من لعنة الناموس ...
كان لابد ان يموت الانسان عقوبة على خطيئته , فمات المسيح نيابة عنه لكى يفديه ...
* واختار موت الصليب , لآنه ابشع الميتات , وفيه يستوفى اقسى الالام التى يستحقها الانسان *
هناك ميتات تتم فى لحظة او لحظات وتنتهى .. كأن يضرب انسان بالسيف او بأله حادة على رأسه فيموت فى لحظة .. وهكذا الذى يخنقونه فيموت للتو , والذى يرجمونه ليموت فى لحظات ...
اما المصلوب فيقاسى الاما مرة , تتمزق فيها انسجته واعصابه , ويتصفى دمه , وماء جسده من التعب والارهاق ...
وهكذا تحمل المسيح اقسى الالام , لاجل الانسان الذى ينبغى ان يتألم ...
* كذلك كانت عقوبة الصلب فيها العلانية والتشهير مما يتعب النفس *
فالمعلق على خشبة واضح امام الناس , لم يقتل فى الخفاء , انما امام الكل , وخارج المحلة حتى لاينجسها .. وكل من يراه يعرف انه لابد مستحق الموت بسبب خطايا بشعة قد ارتكبها .. .
وهكذا احتمل السيد المسيح كل هذا العار , لاجلنا لكى يفيدنا ...
***لكن ..... لماذا الصليب بالذات ؟؟؟؟؟؟ ***
لقد كان الموت بالصليب يعتبر عارا , فأختار الرب اشنع الميتات واكثرها عارا فى ذلك الزمان .. ولذلك فى عب 12 : 2 يقول الرسول عن الرب انه " احتمل الصليب مستهينا بالخزى " ... اذن فى الصليب خزى .. ولهذا يقول " فلنخرج اليه اذن خارج المحلة حاملين عاره " لآن الصليب كان معتبرا عارا ...
وفى العهد القديم , كان الصليب يعتبر لعنة , اذ قيل " ملعون كل من علق على خشبة " .. والسيد المسيح اراد بالصليب ان يحمل كل اللعنات التى وقعت على البشرية .. واشار اليها الناموس " تث 28 " , لكى يمنحنا بركة , ولا تكون هناك لعنة فيما بعد ...
وكان الصليب يعتبر عثرة بالنسبة لليهود "1 كو 1 : 18 " فأختار المسيح هذا العار , وحول الصليب الى قوة ...
والصليب كان ميتة يرتفع فيها من يموت على الارض , وهكذا قال المسيح " وانا ان ارتفعت , اجذب الى الجميع " .. وهكذا كما ارتفع على الصليب , ارتفع الى المجد فى صعوده , ورفعنا عن مستوى الآرض والتراب بصلبنا معه ...
وكان فى موته باسطا ذراعيه لكل البشرية , اشارة لقبوله الكل ...
قداسة البابا شنوده الثالث