الموضوع: اي شخصية تحب ان تتشبه ذاتك ؟ العشار ام الفريسي
يقول الانجيل المقدس لنا من ان فريسي وعشار صعدا ليصليا . الاثنين لبيا الدعوة وحضرا الى الصلاة . وجهان يحملان التناقض في كيفية الصلاة ، وجهان متناقضان في المواقف والعلاقة بين الانسان وبين الرب ، وجهان يكشفان عن حقيقة باطن انساننا الداخلي وواقعنا الذي نعيشه .
بداية لنعرف من هو الفريسي ؟؟ الفريسي من نظر المجتمع هو ذاك الذي يمثل دور الصالح الذي يريد التخلص من الاحتلال الظالم . انه ذاك النقي الذي يصوم مرتين في الاسبوع ويصلي ويغسل يديه للطهارة حسب الشريعة الموسوية . انه التقي الذي يلتزم باعطاء العشر مما لديه . لهذا نرى شخصية الفريسي يحتقر كل من لا يسير ويلتزم كما هو ، لهذا نراه يعطي الحق لنفسه بادانة واحتقار الاخرين واتجريحهم حتى بالصلاة فما اشبه الامس باليوم ؟؟؟؟ . الفريسي هو من يمدح ذاته حتى امام الرب معدا اعماله الصالحة منتفخا بالكبرياء لتطبيقه الشريعة بحذافيرها هذه الشريعة التي لا روح فيها باردة خاوية ينتظر من الرب ثمنا لها ، ثمنا لعنجهيته كانه يتاجر فيها لكي يربح . الفريسي هو الذي من يكتفي بذاته ليس بحاجة الى الله وان لم يقلها وليس بحاجة لبناء علاقة وديه معه لكي يتبرر بل انه ينظر الى ذاته والى اعماله فقط . لهذا نرى الفريسي ينسى اهم الاشياء وهي محبة القريب ..
اما العشار ، انه ذاك الذي هو حليف للاحتلال وجابي للضرائب ويزيد ثروته ويعمل ليضاعف ثروته على حساب الفقراء والمحتاجين .
هم العشار هو ارضاء المحتل وخدمته للربح ، هو شخص خاطيء وعميل للمحتل حسب وجهة نظر الاتقياء ، لا يجرؤ للدخول الى الهيكل خوفا من الاحتقار خوفا من النظرات الاحتقارية من خدام الهيكل وعدم مسامحته على ظلمه للمساكين والمحتاجين . نرى العشار يضيق ذرعا بالذل ولم يعد يحتمل الم ونظرات الذل من الاخرين ، لهذا نراه ياتي الى بيت الاب متواضعا منسحقا معترفا بذنوبه لهذا وقف عند الباب بعيدا . واقف في زاوية بعيدة مختلا بذاته ومع الرب ويصلي صلاته الشهيرة (( ارحمني يارب انا الخاطيء )) .
خائفا من ان يرفع راسه لينظر في وجه الرب لانه لم يختبر بعد من ان الله هو محبة . هذه المحبة تفرح وتغمرها السعادة لعودة ابن ضال لحضنها الدافيء . لهذا نرى يطلب ان يتطهر من ذنوبه ، اتى لكي يطهر ذاته من الحمل الثقيل والمظني . انه يثق بمن هو محبة لهذا يفتح قلبه للروح ان تسكن فيه ويصلحه ويجدده ولكي ايضا يرجع صورته الحقيقية التي خلق عليها صورة القداسة .
اما نحن فمن نكون ؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه الرب علينا من خلال الانجيل المقدس . فعندما يساءل احدنا عن اي شخصية تحب ان تتشبه ذاتك ؟
اما انت فاي شخصية تختار ؟؟ قبل الرد اولا يجب الرجوع الى الذات ... وان تكون مقتنعا تماما من تطابق شخصيتك مع شخصية الفريسي او العشار