الموت من اجل زنزانة اوسع
حدث هذا من عدة اعوام عندما اعتصم السجناء الاتراك .. لمدة تزيد على الستة
اشهر .. وهو ليس اعتصاما صوريا بل امتناع حقيقي عن الطعام وكان هناك ضحايا
..فقد مات منهم حوالى 14 سجين .. اضربوا عن الطعام حتى الموت دفاعا عن شرف
القضية .. اما القضية فهى ان السلطات التركية قررت بناء سجون جديدة .. ولكن
الزنازين فيها اضيق .. !! وهكذا قدم المساجين حياتهم من اجل بضعة امتار فى
الحبس ..
فى البداية لم اصدق وقلت ربما كان هذا االاعتصام يقوم به سجناء الرأى وغطاء
لمطالب اخرى .. دهشت عندما عرفت ان كل المساجين حتى ( قتالين القتلى )
مشاركين فى هذا الاعتصام
يا الله .. من اجل قبضة هواء .. شعاع شمس هارب .. مساحة اوسع من الاسفلت
للنوم .. من اجل هذا يموت البشر .. ويقدمون حياتهم رخيصة .. حتى وان كانوا
خارجين على القانون .. انها الحرية .. تلك التى تولد مع كل بنى ادم يرى
النور
الغريب اننا لا نحس بالحرية الا عندما نحرم منها .. وذلك بالرغم من ان اشهر
جملة فى التاريخ هى : انا حر
عزيزى
اجلس مع نفسك .. اترك كل الزيف خارجا .. وابحث عن الكنز المخبأ داخلك .. ثم
تساءل هل انا حقا حر ؟؟ ان الحرية تصبح قيدا لو تمسكنا بها لذاتها .. دقق
جيدا فى قيودك ..
اسمع البعض يردد ما اكثر قيودى .. المجتمع والكنيسة والبيت والتقاليد ..!!
لا يا عزيزى انت تعرف قيودك جيدا ..انها الاوثان التى تنصب لها معبدا فى
حياتك وتكاد تعبدها .. هل اذكرها لك ؟؟ : العادات التى تحكمك .. الذات التى
تغلبك .. الشهوة التى تحرقك .. يا صديقى يوجد فى عالمنا من يموت من اجل
مساحة ضوء .. وانت فى كل يوم تكسب لنفسك مساحة ظلام .. لا تنكر قوة قيامة
المسيح ودعوته للمأسورين بالعتق .. كل دقيقة تمر عليك وانت فى قيودك هى
انكار حقيقى للمسيح وعمله الكفارى