كتبها نيفين
سعيد - الأقباط الأحرار
الثلاثاء, 16 مارس 2010 07:58
فى مُتابعة
للصدى الذى أحدثته الاعتداءات الأخيرة على الأقباط فى مرسى مطروح، فتحت
القنوات الفضائية أبوابها وبرامجها لمناقشة الحوار الدينى الإسلامى
والمسيحي ومن بينها برنامج "ضرب نار" على قناة المحور الفضائية حيث
استضاف البرنامج -الذى استمر قرابة الساعتين- نيافة الأنبا بيسنتى -أسقف
حلوان والمعصرة-، والدكتور/ أحمد السائح -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة
الأزهر-، والدكتور أحمد عبده -الباحث الإسلامى والمحامى بالنقض-،
والدكتور/ صفوت العالم أستاذ بكلية الإعلام .كان
الاعتراض فى بداية الحديث من قبل الأساتذة على استخدام الكنيسة مصطلح
شعب الكنيسة لأن ذلك يعتبر
-من وجهة نظرهم- نوعاً من التشدد فى الخطاب الديني لا يتماشى مع الدولة
المدنية،
ولكن نيافة الانبا بيسنتى أوضح أن
هذا المصطلح يُقصد به قطاع معين من المسيحيين فى حدود منطقى معينة على
سبيل المثال نقول: "شعب كنيسة مارجرجس الجيوشى بشبرا".وأوضح الدكتور -أحمد السائح- أن ليست المسألة
فى استخدام مصطلح ولكن مايدل عليه المصطلح مشيرا إلى استخدام الاخوان
المسلمين السيفين المتقاطعين كشعار لهم ومدلول استخدامم لا يتفق مع
مفهوم السلام الاجتماعى.وأشار
الدكتور -صفوت العالم- أن ليست المسألة فى أستخدام المصطلح ولكن
لابد من معالجة الخطاب الدينى سواء كان فى المسجد أو فى الكنيسة ولابد
أن يدرك الخطيب مهارات الاتصال وطبيعة من يتصل بهم والجمهور المستهدف
من عملية الاتصال وثقافة الجمهور وذلك لرفع المستوى الفكرى المستنير
الذى لا يقوم على المبالغة والتدمير ولابد من الاهتمام بالفتاوى لان
لتلك الفتاوى تأثيرها وتؤثر على جمهور كبير فلابد من تنشئة ثقافية
واجتماعية لكل داعية فلابد أن يكون مدركا جيدا لهذه الابعاد .
أما
عن مناقشة الخطاب الدينى المسيحى الاسلامى وتطور الفكر فى أرسال
الرسالة الدينية أعربوا عن ضرورة تطور الخطاب الدينى الاسلامى من
عبادات وعرض العقيدة بطريقة سهلة وتركيز الخطاب على التسامح وقبول
الاخر ومخاطبة العقل وأشار الدكتور أحمد السائح أن الخطاب الدينى
الاسلامى قديما كان يحث على الحقد وأشار إلى بعض التفسيرا ت الخاطئة
على سبيل المثال وليس الحصر المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم
النصارى وذلك فى الفاتحة بالاضافة إلى التدريس الخاطىء فى بعض مناهج
الازهر الشريف الذى لابد أن يصلح خاصتا بعض المناهج التى تشحن
المسلمين ضد الاقباط .
كما أكد الدكتور-أحمد السائح- أن ليس هناك قبول
للآخر وهناك بعض المتطرفين الإسلاميين متخصصين فى شحن النفوس ضد الآخر،
وآشار إلى وجود بعض الأخطاء فى كتب التراث فلابد من تنقية كتب
التراث التى تحمل تكفير المذاهب الأخرى.وردا
على سؤال تدخل أقباط المهجر فى شئون الأقباط المصريين أوضح نيافة-
الانبا بيسنتى- أن ليس هناك مشكلة مع أقباط المهجر بالعكس فأرى فيهم
مكسب لبلادهم خاصتا من الناحية الاقتصادية موضحا أنهم يعترضوا على ما
يتعرض له الاقباط فى مصر خاصة فى عدم توليهم مناصب عليا وغيرها من
مضايقات .
وتعقيبا على بناء الكنائس وعددها فى مصر
، أضاف الانبا بيسنتى أن عدد الكنائس يرتبط بأعداد الشعب مستعرضا اعداد
الشعب المصرى عبر التاريخ حتى اليوم الذى وصل إلى أكثر من 80 مليون
وعدد الكنائس كما هى ، نفس الأعداد التى كانت تخدم 2 ونصف مليون ولم
تزداد .
وأكد الدكتور صفوت العالم أنه لابد من
تنشأة جيل بثقافة الدليل والبرهان والحجة ، لان التعميم والتأويل
يضعنا فى سياق من الصراع فلابد من تسامح حقيقى يقوم على الحوار .
وأما
عن الحل الجذرى فى علاج الاحتقان الطائفى فى مصر أوضح الدكتور صفوت
العالم أنه لابد من تداخل ميثاق الشرف الاعلامى فى الخطاب الدينى
وأشار إلى اهتمام البث الفضائى بالسياسة ، وتجاهل البث الفضائى المعالجات
الدينية لان من يبث سلبيات يحتاج إلى ثقافة الاختلاف للتصحيح فلابد
من تطبيق المفهوم الحقيقى للمواطنة .
أما
عن رؤية القس سلواسى ذكرى -كاهن كنيسة العذراء بالدقى- حيث أوضح أن
فى الكنيسة ليس هناك خطاب دينى ولكن وعظة لتفسير مايقال فى الانجيل كما
أشار
كمال زاخر منسق التيار العلمانى إلى ضرورة
التجديد فى الخطاب واختيار أسلوب مناسب لتوصيل الرسالة وأرجع أن
التراجع فى خطاب رجال الدين يرجع إلى تراجع المنظومة التعليمية بشكل
عام وأضاف الاستاذ -ميلاد فكرى- المفكر القبطى أن أكبر المؤسسات هى
المؤسسات الدينية وأفضل أنواع الخطاب ذلك الخطاب الذى يعتمد على العقل
.
وأرجع الدكتور أحمد
السائح أن أسباب الشحنات بين المسلمين والاقباط إلى تلك القضايا
الخاطئة التى تحتاج إلى تصحيح بالاضافة إلى عدم التنشئة على ثقافة
الاختلاف وقبول الآخر.وأما
عن مواصفات الخطاب الدينى الناجح فاوضح الانبا بيسنتى بأنه ذلك
الخطاب الذى يدعو إلى حب الله وحب البشرية وأما الدكتور صفوت العالم
فقد وصفة بأنه مهارات الاتصال ، والمضمون الدينى يتطلب الحجة والادلة
والشواهد والبراهبن وإلتفاف المواطن حول المجتمع وقضاياه.