سيعرض النائب الهولندي من اليمين المتطرف غيرت فيلدرز والذي حل حزبه بالطليعة في الانتخابات البلدية في مدينة الميري (190 الف نسمة) وثانيا في لاهاي سيعرض فيلمه "فتنة" اليوم الجمعة في مجلس اللوردات البريطاني في لندن.
لاهاي: أعلن النائب الهولندي من اليمين المتطرف غيرت فيلدرز انه سيعرض فيلمه "فتنة" المعادي للاسلام اليوم الجمعة في مجلس اللوردات البريطاني في لندن بعد إلغاء عرض سابق كان مقررا عام 2009. وقال فيلدرز "تلقيت دعوة من اللورد (مالكولم) بيرسون والبارونة (كارولاين آن) كوكس لعرض "فتنة" في مجلس اللوردات في الخامس من آذار/مارس والرد على اسئلة البرلمانيين البريطانيين". وتابع مؤسس وزعيم حزب الحرية "انني ذاهب بالتاكيد. اشتريت تذكرة الطائرة للتو".
وكان بيرسون العضو في الحزب الوطني البريطاني دعا فيلدرز (46 عاما) لعرض فيلمه في شباط/فبراير 2009 غير ان جلسة العرض الغيت بعدما ردت اجهزة الجمارك البريطانية النائب الهولندي لدى وصوله الى مطار هيثرو اللندني وارغمته على العودة الى امستردام.
وتعتبر وزارة الداخلية البريطانية ان تصريحات فيلدرز حول الاسلام والمسلمين تشكل "خطرا على الامن العام". ويقول فيلدرز انه يريد من خلال فيلم "فتنة" الذي يستمر 17 دقيقة تسليط الضوء على الطابع "الفاشي" في نظره للقرآن وهو يدعو الى حظر المصحف ويشبهه بكتاب "كفاحي" لادولف هتلر.
وحدد النائب اليميني فيلدرز المعروف بطبعه المشاكس في الطبقة السياسية لنفسه "مهمة" مكافحة "اسلمة" هولندا. ويقول فيلدرز موضحا شعبيته "نحن نجرؤ على تناول موضوعات حساسة مثل الاسلمة، ونستخدم كلمات طبيعية وواضحة يستطيع الناخب الذي يقرا الجريدة فهمها".
وبث هذا الفيلم الذي تبلغ مدته 17 دقيقة في اذار/مارس 2008 على الانترنت رغم اعتراض الحكومة الهولندية التي خشيت ان تثير الانتقادات التي تضمنها للقران قضية مماثلة لقضية الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في الدنمارك. ويعتبر فيلدرز (64 عاما) صاحب الشعر الابيض الطويل ان وصفه باليميني المتطرف امر "عبثي".
ويضيف فيلدرز المعروف بعباراته اللاذعة "يقول انصاري "ثمة شخص واحد على الاقل يقول ما يفكر فيه ملايين الناس". هذا ما اقوم به. لقد ضاق الناس ذرعا بالحكومة والنخبة اليسارية التي لا تتحمل مسؤولياتها".
في هذا الوقت حل حزب اليمين المتطرف بزعامة غيرت فيلدرز في الطليعة في الانتخابات البلدية في مدينة الميري (190 الف نسمة) وثانيا في لاهاي في اقتراع يشكل اختبارا قبل ثلاثة اشهر من انتخابات تشريعية مبكرة. وسجل الحزبان الرئيسيان في التحالف الحكومي السابق بزعامة رئيس الوزراء يان بيتر بالكنيندي تراجعا عن الانتخابات البلدية للعام 2006، كما افادت نتائج جزئية صدرت اليوم الخميس.
وحصل "حزب الحرية" الذي يؤكد انه يناضل "لمنع اسلمة هولندا"، على 21,6% من الاصوات في الميري، المدينة الوحيدة مع لاهاي حيث قدم مرشحين في مشاركته الاولى الاربعاء في انتخابات محلية.
وكان الحزب حصل في هذه المدينة على 27,14% من الاصوات في الانتخابات الاوروبية التي اجريت في حزيران/يونيو 2009، متقدما بفارق كبير على الحزب العمالي الذي حل في المرتبة الثانية بحصوله على 12,74% من الاصوات. وأكد فيلدرز الذي فاز حزبه بتسعة مقاعد من اجمالي 39 في الميري، ان "ما هو ممكن في لاهاي والميري ممكن في كل انحاء البلاد. انها انطلاقة لانتصارنا".
نبذة عن تاريخ فيلدرز السياسي
لا يخف النائب الهولندي غيرت فيلدرز، الملاحق قضائيا بتهمة الحض على الكراهية والتمييز، "طموحه ليصبح رئيسا للوزراء". يتحدر النائب المتطرف من فنلو (شرق). وبعد تلقيه دروسا تركزت على الحماية الاجتماعية في امستردام عمل في مجلس التامين الصحي بين العامين 1984 و1988.
انتسب الى الحزب الليبرالي العام 1990 حيث كلف الملفات الاجتماعية الاقتصادية، ثم انتخب مستشارا بلديا في اوتريخت (وسط) العام 1997 ونائبا العام 1998. لكنه ترك الحزب الليبرالي العام 2004. ويعيش مذذاك في ظل حماية امنية دائمة اثر تعرضه لتهديدات بالقتل.
وعشية انتخابات 2006 التشريعية انشأ فيلدرز حزب الحرية الذي تمكن من انتزاع تسعة مقاعد من اصل 150 في البرلمان. بعيد ذلك، دعا فيلدرز البرلمان الهولندي الى منع القران الذي شبهه بكتاب "كفاحي" لادولف هتلر. وطالب ب"وقف كامل" للهجرة التي مصدرها الدول الاسلامية وبحظر بناء المساجد.
ومن مطالبه ايضا ترحيل الاجانب العاطلين عن العمل الى بلدانهم الاصلية وسحب الجنسية الهولندية من "ارهابيي الشارع المغاربة". ويؤكد في هذا السياق "اريد الدفاع عن الحرية. انها فعلا مهمة شاقة وادفع شخصيا ثمنا باهظا من اجلها".
وفيلدرز متزوج من مجرية، لكنه يرفض الحديث عن حياته الشخصية. ولا يزال مكان اقامته سريا فيما ظهوره العلني النادر يواكب على الدوام بتدابير امنية مشددة. من جهتها، توجه وزيرة الدولة العمالية من اصل تركي نبهات البيرق انتقادا شديدا الى حزب فيلدرز معتبرة انه "حزب ذو قضية واحدة: الاسلام". ويرد فيلدرز ان "الاسلام سيظل في صلب عملنا، ولكن على الصعد الاخرى لدينا ايضا اراء ونواب اكفياء".