التداريب الروحية
" أدرب نفسى ليكون لى ضمير بلا عثرة من نحو الله والناس " ( أع 24 : 16 )
+ تظل القراءات مجرد معلومات نظرية إلى أن تتحول بالتداريب الروحية ، إلى جزء من حياتك ، لأن ما يتدرب عليه الإنسان يعتاده – بمرور الوقت – ويسهل عليه عمله .
+والذى يمارس التداريب الروحية المناسبة يرتقى تدريجياً ، فى سلم الفضائل ، بطريقة عملية ، وليس نظرية مظهرية .
+ ويعرف طبيعة نفسه وما فيها من عناصر القوة ، وعوامل الضعف الروحى ، ومقدار قامته الروحية ، وما وهبه الله من قدرات ، ويعرف حدوده التى لم يستطع أن يتخطاها بعد . ويسعى إلى النمو الروحى خطوة بخطوة .
+ كما يعرف طرق الله ، وما فيها من حروب وأمراض روحية ، وكيفية علاجها ، بالأستعانة بخبراء روحيين .
+ ويعتمد التدريب – أولاً – على محاسبة النفس عن كل نقص ، ويستعين المرء بوسائط الخلاص ، للتدريب على الفضائل المسيحية المتعمقة ، وليس بالشكل كأهل العالم .
+ وأن يكون التدريب مناسباً للظروف ، وللحالة الصحية ، ولإمكانية الوقت ، وللمستوى الروحى الخاص بالشخص المتدرب .
+ وأن يتم بالتدريج ، وليس بالقفزات الروحية السريعة والعالية ، التى لا تقوى النفس على ممارستها ، وحتى لا ترجع للوراء .
+ وأن يعطى المرء التدريب المدة الكافية ، والوقت اللازم لاتقان فضيلة معينة ، وإلا صار تدريباً نظرياً ، وغير مختبر ، وغير متعمق داخل النفس المتدربة .
+ وقال القديس مار اسحق السريانى : " إن كل تدبير ، بغير قيام مدة كافية فيه يكون بلا ثمر " .
+ واليكم نموذجاً للتدرب على فضيلة " الوداعة " ، بأن يشمل عدم اغضاب أحد ، أو الغضب من شخص ، والصوت المنخفض ، والكلام بهدوء وبالمنطق لكسب الغير ، وليس بفرض رأى معين بدون أقتناع ، وعدم الأنتهار ( الشخط ) ، وعدم التدخل فى شئون الغير ، وعدم اللجاجة ( المقاوحة أو الإلحاح ) ، أو المقاطعة أثناء الحديث ، وعدم التذمر أو الشكوى ، والصبر على أخطاء الغير ، والطاعة ( المهاودة ) ، والبشاشة والتعامل بلطف وبأسلوب جذاب ، وبهدف كسب النفوس لا ربح الفلوس .
+ فهل تستطيع ( يا أخى / ياأختى ) تنفيذ هذه التداريب ؟!!
+ وقد قال أحد الخدام المباركين : " دربت نفسى أن أقول الحسن عن كل إنسان "
وهذا تدريب جدير بالتنفيذ فوراً ، ليرضى الله والناس عنك