هناك عدد من المؤمنين ينتابهم شعور بالملل من الصلاة !!!
لأن كثرة الكلام وتكراره ، دون عيش الكلمة الحقيقية ، يصبح عادة روتينية وخالية من النمو الروحي ويتجرد الإنسان من النمو الروحي . فهناك من يصلي ويصدر صوتاً ، ولكن ليس هذا ما يبحث عنه الله أبداً .....
لأن الله لا يريد منا أن نحرك شفاهنا وننطق بكلام عذب دون أن نشعر بما نقول!
إن تعريف الصلاة هو باختصار شديد ، محادثة الله ... ومحادثة الله لا تكون بالجسد ، إنما بالروح ولأن الله روح فبالروح يخاطبنا ، وأما بالجسد فلا مجال لأن نشعر أو نسمع ما يقول الله وبالتالي تصبح صلاتنا مجرد كلام وثرثرة دون معنى!
لمعرفة الله ، ولحب الصلاة بصورة دائمة ، وللاتصال بالله والشعور بلمسته وشفائه روحنا يجب أن نصلي أولاً من قلوبنا ونتجدد بروح الحق دائماً .
إن صلاة القلب ومخاطبة الله هي تنمية لروح الحق الذي يعلمنا كيف نتصل بالله من خلاله ، وبهذا نتغلب على الفتور والملل من الروتين الشفوي ، لأن الحرارة الحقيقية تكمن في الروح ، مخاطبة الله هي قوة وسلام لا متناهي وفرح أبدي وشعور بلمسة الله الدائمة التي تعطينا التواصل الحقيقي معه ومعرفته كل يوم أكثر فأكثر .
لكي نتعمق في محبة الله الحق ، فيجب أن نعبده في الروح والقلب ، ولتتحول صلاواتنا اليومية والشفوية إلى إنعكاس على شعورنا الروحي وإلى زيادة مدح وتهليل وتمجيد لإسمه القدوس ...
معرفة الله هي تشويق لمحبي الله الحقيقيين ... إن هذا التشويق أشبه بإنسان أراد أن يعوم ويغوص في أعماق البحار ليكتشف ويكتشف أكثر وكلما زاد اكتشافه صار باحثاً أكثر ، وينهي حياته باحثاً وهو لم يكتشف إلا قطرة من محيط واحد!
إن محبة الله هي بحر نغوص فيه ونرفض الخروج منه .... إن الإنسان الذي يحب الله أكثر من ذاته وأكثر من أي شيء بهذا العالم الفاني ، فهو عاشق إلى الأبد ومشتاق إلى الأبد وبداخله فرح لا ينتهي ، بل يصبح حزنه فرحاً لأنه يرى الله في أحزانه أكثر وأكثر ، واقفاً سانداً معزياً ويبدأ بتمني الألم أكثر ليرى الله أكثر ....
الصلاة ومخاطبة الله يجب أن تتمحور في طلب الملكوت أولاً وحب الله إلى الأبد ، أما عن طلبات الحياة ، النجاح والمال والشهرة والعمل والحياة السعيدة وإلى ما لا نهاية من مطالب دنيوية لمصالح شخصية ، في للأسف لا تقربنا من الله ولكن ليكن اتكالنا عليه بكل تلك الأمور ونقبل بكل ما يعطينا الله بإقتناع ومحبة .
لنطلب الملكوت أولاً .......
لنتحد بالروح القدس إلى الأبد .......
لنفتح قلوبنا لرب المجد ليحررنا .......
لندعو روح الله