لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي
الشجاعة الروحية
هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة ... فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ( إر 1: 18 ،19)
الله وإن كان يريد أن يشعر المؤمنون بضعفهم الذاتي، لكن غرضه من ذلك ليس أن يظلوا ضعفاء، بل أن يتهيأوا للامتلاء بقوته. ولذلك قال الرسول بولس عن نفسه "فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي لكي تحل عليَّ قوة المسيح ... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي" ( 2كو 12: 9 ،10). وقال للمؤمنين "تقووّا في الرب وفي شدة قوته" ( أف 6: 10 )، كما كان يصلي لله لكي يؤيدهم بالقوة بروحه في الإنسان الباطن ( أف 3: 16 ). ولذلك فدعنا إذاً لا نطرح ثقتنا التي لها مُجازاة عظيمة ( عب 10: 35 ).
حقاً إن محاربتنا ليست مع دم ولحم، بل مع إبليس الذي قهر العالم، لكن لنا الوعد "قاوموا إبليس فيهرب منكم" ( يع 4: 7 )، ولذلك يجب أن نحمل سلاح الله الكامل لكي يتسنى لنا مقاومته ( أف 6: 13 ). كما يجب أن نصرّ بكل حزم وعزم على النُصرة مهما كانت الظروف والأحوال. وها الوحي يقدم لنا في دانيال مثالاً للحزم والعزم، فقد وضع هذا الشاب في قلبه ألا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه، ومن ثم لم يتنجس على الإطلاق. وكانت النتيجة أن الله أكرمه في أرض الغربة إكراماً لا مثيل له ( دا 1: 8 ).
والخوف من السقوط في الخطية يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى السقوط فيها، ولا غرابة في ذلك، فالخوف من الأعداء يؤدي إلى الهروب أو الانهزام أمامهم. ولذلك قال الله لإرميا النبي في ذات الأصحاح الأول "لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك". "لا ترتع من وجوههم لئلا أُريعك أمامهم" ( إر 1: 8 ،17).
أما السبب في أهمية الشجاعة فيرجع إلى مَنْ ينتصر على الخوف في الباطن، لا بد أن ينتصر على ما يُثيره في الخارج، والعكس بالعكس. فمثلاً ذهب قديماً أحد ملوك إسرائيل مرة إلى أليشع النبي ليستنجد به على ملك آرام. فقال له أليشع خُذ السهام واضرب على الأرض. فضرب ثلاث مرات ووقف. فغضب عليه أليشع وقال له: لو ضربت خمس أو ست مرات لضربت آرام إلى الفناء ( 2مل 13: 14 -19).
ومما يقوّي المؤمن ويملأه شجاعة في جهاده وثقته في النصرة على الخطية، أن الرب معه كل الأيام إلى انقضاء الدهر ( مت 28: 20
اذكروني في صلواتكم
--------------------