بتاريخ
2009/12/13 انبرت السيدة مني الشاذلي مقدمة برنامج العاشرة
مساء في تحليل ما أسمته بظاهرة تجلي السيدة العذراء
وكان شغلها الشاغل وهمها الأوحد التشكيك في ظهور السيدة
العذراء بكنيستها بالوراق وبدأت بتقرير مصور في المنطقة
المجاورة للكنيسة فأتت بمن سخر منا ومن مشاعرنا قائلا
إنهم (قاصدا المسيحيين) كل ما يشوفوا حمامة يهيصوا, كا
ما يشوفوا عصفورة يهيصوا والنور إللي شافوه ده نور
ليزر كان في المنطقة ثم أتت بطفل صغير قال: والحمام
إحنا إللي كنا مطيرينه.
ثم استكملت حلقتها متخلية عن مبدأ الحياد الواجب أن
يتحلي به أي إعلامي عند تناوله لأي قضية, فاستفزتني
كما استفزت مشاعر الكثيرين مما دفعني للكتابة عن تلك
السقطة في مسلكها هذا, فقد أفرطت في إظهار استنكارها
طوال الحلقة فأخذت موقف المعارض علي طول الخط, فكانت
تبادر مستنكرة بل ومحاولة إثناء الإخوة المشاهدين
المتصلين بها (وغالبيتهم من الإخوة المسلمين) عن قول
الحق فيما رأوه مؤيدين ظهور السيدة العذراء, فمنهم:
طفل صغير يدعي أحمد بفطريته الطفولية بادرها بسؤال عن
الصورة الموجودة علي الشاشة (وهي صورة مأخوذة من تليفون
محمول ظاهر فيها بما لا يدع مجالا للشك صورة نورانية
لشكل العذراء فوق قبة الكنيسة) هل هي حقيقية أم لا؟
فردت عليه ضاحكة أنت شايف إيه, هذه الصورة قد يكون
مصدرها ضوء قوي أو انعكاس ضوئي أو كما يقول البعض
ليزر.
ثم اتصلت أخت مسلمة مهذبة تدعي مروة قالت لها إنها
تقيم في فيصل ورأت من شرفتها ضوءا شديدا وباهرا بين
السحاب في السماء لم تري مثله من قبل وأسرعت وأحضرت
زوجها وابنها ليريا معها ما رأت ثم اتصلت بوالدتها
وأخبرتها بما شاهدت في السماء, فما كان من السيدة
مقدمة البرنامج إلا أن بادرتها بضحكة لا معني لها سوي
السخرية مما سمعت وقالت لها: الأمر بسيط هو أن ما
رأيتيه مجرد سحابة مضيئة لا أكثر. ونصبت نفسها محللة
نفسية فقالت عن الأخت المتصلة إنها من الذين يؤمنون
بالغيبيات.
ثم اتصلت أخت أخري وقالت إنها تقيم في إمبابة ورأت
في ذات الوقت نجما كبيرا في السماء مضيئا بصورة مبهرة
فبادرت ضاحكة أيضا وقالت لها: هل يعني هذا ظهورا
للعذراء. إنه مجرد نجم مضئ زيادة. وعلي هذا المنوال
أكملت حلقتها في الرد علي كل من يتصل بها.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل عزمت بتعنت إلي
التطرق مع ضيفيها إلي الحديث عن ظهور السيدة العذراء
في كنيستها بالزيتون عام 1968 وفي شبرا عام 1986 وحاولت
بكل وسعها التهكم والاستنكار لهذه الظهورات.
ثم أطلقت تساؤلا لا يخلو من غمز ولمز: هل لنا أن
نتضايق عندما نجد البعض يعتقدون بوجود التجلي أم نسعد
لوجود من هم يؤمنون بالروحانيات؟
لا يسعني بعد كل هذا إلا أن أتوجه لها راجيا إن
كنتي يا سيدتي الفاضلة لا تستطيعين أن تخفي مشاعرك
فلا داعي لأن تتناولي موضوعا تتهكمين فيه ساخرة من
مشاعر ومعتقدات الملايين من أقباط مصر وكنت أود -كما
أوضحت أنك قبل الحلقة اطلعت علي المواقع الإلكترونية
التي تناولت آراء المسيحيين عن التجلي- إنك بمثل هذا
الحماس كنت بحثتي واطلعتي علي الجرائد المصرية والعالمية
التي تناولت ظهور السيدة العذراء علي قباب كنيستها
بالزيتون في شهر أبريل 1968 واستمر ظهورها وتجليها شهورا
طويلة صاحبه ظهور أجسام نورانية وانطلاق حمام بجسم
نوراني في سماء الكنيسة وانبعاث كميات هائلة من البخور
من سطح الكنيسة. وصاحب ذلك ظهور البتول أم النور
لأشخاص كثيرين تعزيهم وتشفي أمراضهم المستعصية التي عجز
الطب عن شفائها دون تفرقة بين دين أو جنسية... فقد
جاء بجريدة الجمهورية في عددها رقم 5348 ظهور السيدة
العذراء مصاحبة حالات شفاء من أمراض مستعصية. كما نشرت
جريدة الأهرام في عددها رقم 29731 الصادر في مايو 1968
صورة في صفحتها الأولي للظهور علي قبة الكنيسة كتبت
تحتها نقلا عنها اشتري الأهرام هذه الصورة من مصور
هاو التقطها للظاهرة التي أصبحت موضع اهتمام واسع وكبير
وهي ظهور السيدة العذراء فوق كنيسة مريم العذراء
بالزيتون -وقد قرر قسم التصوير في الأهرام الذي قام
بطبع الصورة من الفيلم الأصلي أنه لم يكن بالفيلم أي
أثر للمونتاج, والأهرام ينشر الصورة كما هي. ونشرت أيضا
جريدة الأخبار في عددها رقم 4946 الصادر يوم الأحد
الموافق 5 مايو 1968 أن السيدة العذراء ظهرت في ليال
مختلفة وأشكال مختلفة, وكانت تتحرك وتمشي وتواجه
المشاهدين وتباركهم وتشفيهم... وتابعت وكالات الأنباء
العالمية أنباء هذا الظهور ونقلته إلي العالم أجمع. ولا
يفوتني أن أنوه عن أول من شاهدوا هذا الظهور الساعة
الثامنة والنصف من مساء الثلاثاء الموافق 2 أبريل 1968
وهم السيد/ عبد العزيز علي وهو خفير بجراج هيئة النقل
العام المقابل للكنيسة حينذاك ومعه السيد/ حسين عواد
والسيد/ ياقوت علي العاملين بمؤسسة النقل العام بالقاهرة.
الأستاذة مني الشاذلي: شعرنا والكثير بالاستياء مما بدر
منك وهي ليست المرة الأولي بل كنا نستشعر -دائما في
المرات التي تناولتي فيها أي حدث يتعلق باعتداء بعض
من الإخوة المسلمين أصحاب الفكر المتطرف علي إخوانهم
المسيحيين لمجرد أنهم قاموا بأداء صلواتهم الربانية في
مكان جديد- أنك كنتي غير محايدة ويشوب موقفك بعض من
الانحياز غير الخافي... هذا بعكس كثير من مقدمي البرامج
المعتدلين أمثال الأستاذ معتز الدمرداش والأستاذ عمرو
أديب الذين دائما ما نستشعر منهم كل ود وصفاء نية
وبساطة قلب خالية من الأهواء محايدة في إحقاق الحق
ومحبة تثلج صدورنا. ما أحوج مصر للعديد من أمثالهم.
افرحوا ولا تخشوا من ظهور السيدة العذراء ففيه بركة
لمصر التي تباركت من ألفي عام بوطأة أقدام العائلة
المقدسة ومباركة شعبها بتلك الزيارة.