( ذكريات مريض) أحد الاستعداد:
______________________________________
ربي ومخلص نفسي يسوع المسيح
اقف أمامك اليوم وفى بداية أيام الصيام وفى الاحد الاول من الصيام والذى يُسميه الاباء أحد الاستعداد و أحد الكنوز !!
الحقيقة أقف وأنا مخذول جدا منكس الرأس وغير قادر أن ارفع عيني فى عينك ,أشعر بغاية الحزن والخيزى , انت الذى كنت أسعي مسرعا كلما سمعت نداء روحك لي لكى اتطلع الى وجهك واتفرس فى جمال عينيك وكانت هذه هى قمة سعادتى وفرح نفسي أن تلتقي عيني فى عينك ويتوقف الزمن واتمني أن ينتهى عند هذه اللحظة , ولكن اليوم لا أجسر أن أرفع نظرى الى فوق واهرب من النظر الى عينيك !!
فاليوم تنادى الكنيسة ببداية الصوم المقدس وبداية الصوم بالاستعداد ولكن اقف أمامك فى منتهى الحزن وفلبى مكسور ونفسى مخزية جدا وفى داخلي شعور بالضعف وعدم الاستحقاق يفوق مشاعر أكثر العشارين خطية :
واما العشار فوقف من بعيد لا يشاء ان يرفع عينيه نحو السماء.بل قرع على صدره قائلا اللهم ارحمني انا الخاطئ. لو 18 : 13
لان نفسي يارب جامحه وليس فيها أى استعداد هذا هو نداء الكنيسة بالاستعداد والاستعداد هذا هو للقاء العريس .
أما نفسي يارب غير مستعده ابدا واتعجب بالحق لانك انت قد اكملت كل شيئ عنى وفى داخلي
فلقد غيرت من طبيعتي العتيقة والتى كانت ضددك الى طبيعة جديدة تشتهي حبك وتتمني الشعور الدائم بك والمسرة فى حضورك ولقد أختبرت بالفعل طبيعة هذة الخليقة الجديدة التى وُلدت منك فى المعمودية ولانها ولدت منك فهى تشتاق دائما اليك ولا ترتاح الا فيك
وهذه الحقيقة يارب اختبرتها نفسي وهذا الاختبار شاهد علي و على نفسي ! فأعظم سعادة تذوقتها نفسي هى فى حضورك واعظم فرح تمكن من قلبي هو فى رؤيتك والشخوص فى وجهك الكريم ,واعظم تهليل غمر كل كيانى هو فى تسبيحك عندما كانت اوتار قلبي تعزف بحبك أعظم الالحان وبنغمات ليس لها مثيل على الارض لانها معزوفة بيد أعظم فنان فى الوجود والذى ابدع هذا الكون وهو روحك القدوس !
فهل تستطيع نفسي ان تنسى الليالي التى كان يعزف بها الروح على اوتار قلبى نشيد الحب والفرح وتنسكب نفسي تحت أقدامك بحرارة تكسب جو الليل البارد كله بالدفء حتى شعر بدفئ قلبي كل ما هم مُحيطين بي واصابهم التعجب والذهول !
هذا هو فعل المعمودية وما كان ممكن ابدا أن اشعر بأى شيئ من هذا بدون فعل المعمودية الذى غيرت طبيعتي من طبيعة فاسدة تفرح بالعالم وتقبت فى شهوات العالم الى طبيعة جديدة متجددة على الدوام تقبت فيك وتهرب من الفساد الذى فى العالم .
فقوة فعل المعمودية الذى استقر فى الطبيعة الجديدة هو فعل تغير متجدد وبشكل دائم لا ينتهى ولا يُقهر ابدا فعل لا يضعف مع الزمن او يتغير بالزمن لا تعلو عليه الخطية او أى عمل من أعمال الخطية مهما بدى قوة وظلام الخطية فقوة فعل المعمودية ينتصر فى النهاية ويرفع النفس دائما فوق أثر عمل الخطية وبقوة عجيبة جدا كقوة عمل النور فى تبديد الظلمة
فقوة عمل المعمودية التى أصلها من موتك يارب على الصليب وقيامتك عمل وفعل جبار أودعته فى الانسان الجديدة وتضُمر جمر قوته فعل الاشترك فى جسدك ودمك فهى قوة توبة مستمرة على مر الايام تزداد ولا تقل مع الزمن لا تشيخ أبداً كما يشيخ الجسد بل على العكس فقوة فعل المعمودية والتى تظهر على المستوى العملي فى كيان الانسان بصورة توبة مستمرة وشعور بالرغبة الشديدة فى الخروج من العالم ومن سلطان شهوات الجسد ومن اى عبودية تأثر القلب وتحجمه فى الانطلاق فى حب المسيح
فهى تنمو اكثر فأكثر يوم بعد يوم طالما أفسح لها الانسان مجال للعمل والانطلاق وحتى اذا وقف الانسان ضدد هذه القوة وعرقل عملها بالانحياز المستمر للجسد وطمع الجسد تُرجمت هذه القوة فى الانسان الى حزن وعدم ارتياح وشعور بالضيق وشعور بالضياع لا ينتهى او يتوقف حتى يجعل الانسان يعود ويطلب من قلبه الحبيب !
هذا عن شيئ بسيط مما عملته داخل نفسي وعن ما تم الكشف عنه لنا حسب ما تستطيع طبيعتنا أن تحتمل وما خفي عنا وما لا تطيق طبيعتنا أن تحتمله أعظم جداً !!!!!
فهذا هو الانسان الجديد وهذا هو لباس العرس الذى زينتنى به حتى لا أُطرد خارجاُ
فَلَمَّا دَخَلَ الْمَلِكُ لِيَنْظُرَ الْمُتَّكِئِينَ، رَأَى هُنَاكَ إِنْسَانًا لَمْ يَكُنْ لاَبِسًا لِبَاسَ الْعُرْسِ.
فَقَالَ لَهُ: يَا صَاحِبُ، كَيْفَ دَخَلْتَ إِلَى هُنَا وَلَيْسَ عَلَيْكَ لِبَاسُ الْعُرْسِ؟ فَسَكَتَ مت 22 : 11 _ 12
هل هناك استعداد صنعه المسيح فى نفسي أعظم من هذا ؟ ورغم ذلك يارب اقف وكأنى عريان وليس علي لباس العروس التى تشتهى الملائكة ان تنظر اليه وتفرح به وان لا ادرى بقيمته وعظمته !
فهو ثوب روحى عظيم منسوج بيد الله نفسه وخيوطه من طبيعة المسيح المتجسد ومتداخله ومنسوجة مع الروح القدس نفسه انها عجب من عجب ولكنها تحتاج الى العين الروحية لكى تنظره وتعرف قيمته الغالية جداً
اه ياربى يسوع هذا شيئ من الاستعداد الذى صنعته فى داخلي واليوم أنا اقف أمامك وفى اسبوع الاستعداد بمشاعر فاترة وبعدم حرارة مخزى الوجة وغير قادر أن ارفع عيني الى عينك لان قلبي بارد عن المحبة وقد تناسيتها وأغفلتها عن كل أعمالك القوية والحقيقية التى صنعتها فى داخلي وداخلي هو أول من يشهد على وعلي عملك
ولكن أتضرع الى روحك القدوس أن يسند نفسي ويطهرها ويبث فيها نورك وحرارة محبتك لكى يكشف لي سبب هذا البرود وعدم الاستعداد للقائك فماذا تقول لنفسي يا مخلصى .؟
ها هى نفسي اطرحها امامك كما هى بجمودها وبرودتها بخزيها وعارها فهى فى النهاية لك مهما حدث فحتى وان كانت غير مستعده او حتى كانت لا تُريد ان تسمع فسوف اجرها واضعها امامك فنفسي مريضه وانت الطبيب الوحيد الذى يعرف سر مرضها
أنظر يا يسوع هذه هى نفسى التى انت تعرفها من زمان طويل وانت الذى سبق وطردت منها الشيطان عندما كان متملك على كل كيانها
هذه هى نفسي يا يسوع الذى قد تقابلت معها عند الضيعة التى وهبها يعقوب ليوسف ابنه فى مدينة سوخار التى فى السامرة هل تتذكرها يارب ؟
عند البئر بئر يعقوب تذكرنى من فضلك يوم كنت مسافر وكانت الساعة بالضبط السادسة بتوقيتنا اى الساعة الثانية عشر ! وتعبت من السفر لما كنت جالس فوق البئر وطلبت منى ماء لتشرب؟
فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ.
. وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ يو 4 : 5 _ 6
هذه هى نفسى يا يسوع أظن انك تتذكرها كويس الان وقد حررتها فعلا من جميع قيود الدنس والشر التى كانت تلتف حولها واعطيتها القوة ان تكسر حتى جرتها التى كانت تختزن فيها جميع اساليب الدنس والخطية فقوة شفائك التى اخذتها نفسى منك فى هذا اليوم وفى هذا اللقاء عند البئر شفاء رهيب بالحق يارب عشت عليه زمن طويل بالفرح وتذوقت فى نفسي وفى روحي بل فى جميع خلايا جسدى قداستك الحقيقية
ايضا هذه هى نفسي التى صرخت نحوك عندما كنت بنواحى صور وصيداء هل تذكر هذا اليوم العجيب عندما صرخت اليك من كل كيانى وتذللت جدا تحت قدميك أظن انك تتذكر هذا اليوم يارب جدا لانه وان كنت وانا الانسان التافه اتذكر هذه اليوم وكانه الان فكم عنك وانت الاله العظيم كيف تنسي وانت صاحب اعظم مشاعر فياضه وغنية !
عندما انسحقت الى التراب ودموعى قد بللت الارض امامك ومن شدة الشعور بالدنس والخطية صرخت :
وَإِذَا امْرَأَةٌ كَنْعَانِيَّةٌ خَارِجَةٌ مِنْ تِلْكَ التُّخُومِ صَرَخَتْ إِلَيْهِ قَائِلَةً: «ارْحَمْنِي، يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ! اِبْنَتِي(نفسي) مَجْنُونَةٌ جِدًّا».مت 15 : 22
حقا كانت نفسي مجنونة جدا بالشهوة ودنس الجسد وصرخت لك ان تشفيها وانا كنت قد سمعت عنك انك تشفي اى شخص يسألك الشفاء بل وسمعت من تلاميذك ان علامة ماسيتك هو شفاء المرضى والمحتاجين ولهذه انتظرتك عند حدود مدينتنا المشهورة بالزنا وانتهزت فرصة مرورك بالقرب من مدينتنا السيئة السمعة وطرحت نفسى المجنونة امامك واخذت اطلب منك الشفاء والعجيب وجدت منك رد فعل له العجب
فسمعت عكس ما يقولوا انك تشفي حتى بدون طلب !
فلقد سمعت منك قول كشف عن سيرتنا كلها فى الدنس والزنا بل ووصفتنى بما استحق فقولت لي :
لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب مت 15 : 26
ولانى هكذا بالفعل لم اغضب ابدا فأنت كنت تشعر بي تماما لان ما قلته يارب كان هو شعورى بنفسي بالحقيقة وكأنك كنت تُريد ان يعرف كل الناس الموجودين بما يدور فى نفسى ولهذا وجدتنى ارد عليك بمنتهى البساطة قائلا:
نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا!».مت 15 : 27
اه يا مخلصي انت تتذكر هذا اليوم والذى اعيش عليه فعلا حتى الان بل هو باب الرجاء الذى انفتح فى قلبي والى الابد ,فما اخذته منك فى هذا اليوم هو الذى يعطينى رجاء فيك مستمر ولن ينتهى الى الابد فلقد رسمت لقلبي مستقبلى الابدى فأن لا ارجو منك أكثر من نصيب الكلاب فقط
هذا منتهى املي ورجائى يا يسوع أن أخذ ما تأخذه الكلاب الفتات فتات الحياة الابدية واعيش منذ هذا اليوم بهذا الرجاء وهذا الامل أنه حتى الكلاب مثلي لهم نصيب فى ملكوت السموات
اه يالسعادتى منذ هذا اليوم لانى كنت فاقد الرجاء لانى كلب مستحيل يكون له نصيب معك ومع اولادك القديسين ولكن انت فجرت فى داخلى رجاء وامل غير متوقع عندما وقعت وقبلت بنفسك ان يكون للكلاب نصيب الفتات ومنذ هذا اليوم ونفسي تعيش بهذا الرجاء نصيب الفتات الذى من حق الكلاب
هل تذكرت نفسى الان يارب او تريد ان افكرك بمزيد من الذكريات التى ليس لها نهاية .
نفسى التى كانت ضاله ترعي مع الخنازير وانت افتقتها بمحبتة الاب وادخلتها فى حضن ابيك مكانك انت ايها الوحيد للاب القدوس
نفسى التى كانت مشلولة وتجلس على باب الضان عند بركة حسد وقد فقدت المل فى الشفاء بعد ان تمكن منى المرض حتى الكمال ولكنك انت الذى اتى الى نفسى وامرتنى قائلاً:
قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ». يو 5 : 8
هل تذكرت نفسى الان يا يسوع هذه هى هى اليوم بعد كل ما صنعت بها تقف وقلبها ليس به اى استعداد ربما لانك امرت بقوة قائلا:
مت-6-19: لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض، حيث يفسدها السوس والصدأ، وينقب عنها اللصوص ويسرقون.
مت-6-20: بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء، حيث لا يفسدها سوس ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون.
مت-6-21: فحيث يكون كنزك، هناك أيضا يكون قلبك !
ايوة يارب ولكن نفسى سعت خلف الكنوز على الارض وتناست ان كل ما تكنزة نفسى لابد ان يطوله الفساد لامحالة اه هذه هى الحقيقة يارب لقد وضعت قلبى على الارض حيث يوجد كنز قلبى ولهذا اعود واصرخ حررنى يا يسوع من جديد من فضلك وانقل قلبي الى السماء من فضلك يامن صنعت معى كل هذا الكم من المعجزات لا تتركنى ارجوك بل عد وحررنى ثانياً من كنوز الارض وانقل قلبي الى الكنز السمائى وهو شخصك الالهي
وايضا اسمع صوتك يخترق قلبي ونفسى ويكشف ظلام نفسى العجيب بقولك:
مت-6-22: العين مصباح الجسد. فإن كانت عينك سليمة، يكون جسدك كله منورا.
مت-6-23: وإن كانت عينك سيئة، يكون جسدك كله مظلما. فإذا كان النور الذي فيك ظلاما، فما أشد الظلام!
اه هذا هو اعظم داء ومرض فى نفسي العمر كله عيني يارب الشريرة التى تشتهى دائما كل الشرور ولا تشبع او تعتبر!!!
معك كل الحق يا يسوع فأنا مستحق الموت والدينونة لانى دائما ً اشتهى بعينى واترك لها العنان لترى وتتلذذ بدون اى قيود اه يا مخلصى انت كشفت الداء لعل نفسي تفيق الان
سراج الجسد هو العين وانا عيني شريرة جدا يارب تشتهى طول اليوم الشرور ربما يرتاح ضمري لانى لا افعل الشر بالفعل او الجسد بينما طول النهار ازنى بعينى دون ان ادرى واسمع صوت الروح الان يقول اذا كان النور الذى في عينى قد صار ظلام انت وضعت النور فى عينى عندما طهرتها وقدستها بيدك ولكن ان بجهلي قد طمست النور الذى فيها فصار كل جسدى مظلم انت لا ترضى ابدا يارب بهذا ولا نفسى ترضى بهذا
انت ها هنا والنور هو طبيعتك وطبيعتى قد اتحدت بك فارجوك انظر كيف تشفى عينى هذه كيف تُقنع نفسى ان ترفض الظلمة وتقبل نورك فيها انت عندك الطرق وانت تستطيع ان تُحث نفسى وقلبى ان يجرى خلفك ويطيع صوتك ويقبل النور نفسى الضعيفة هى السامرية وهى الكنعنانية وهى الابن الضال والمولود أعمى والمفلوج والابرص والمجنون ساكن القبور والمشلول الذى دُلي من السقف وليعازر الذى مات وانتن كل هؤلاء هى نفسى وتحتاج الى شفائك والصيام المقدس هو رحلة الشفاء التى تنتهى بموت جميع امراضى وتسمير جميع اوجاعى على الصليب لكى اقوم معك فى فجر قيامتك انسان جديد مؤهل أن يسكن السماء بكل فرح وتهليل امين
كل سنة وانتم طيبين
الاحد 7 أمشير 1727 ش \\ 14 فبراير 2010 م