رسالة إليك
مرّت مرتا بجانب صندوق بريدها،
يا للعجب: هنالك رسالة في صندوق البريد.
رسالة وصلت اليوم، يوم السبت ؟!!
رسالة غريبة: لم يكن عليها طابع أو ختم بريدي،
اسمها وحده يتربع على وجه المغلف الخارجي.
فتحت مرتا الرسالة الغير عادية وقرأت التالي :
عزيزتي مرتا،
سأكون في الجوار يوم السبت بعد الظهر
وكم أتوق أن أقوم بزيارتك.
مع حبي الدائم
يسوع المسيح.
نعم الموقع هو يسوع!!!
يسوع المسيح!!!
يسوع يرسل إليها رسالة ؟!!
أخذت يداها ترتجف فيما كانت تضع الرسالة على الطاولة
بدأت تفكر بالأمر:
" لماذا يريد الرب يسوع أن يزورني؟
أنا لست شخصًا مهمًا.
وليس لدي ما أقدمه له".
وفجأة تذكرت مرتا أن خزانة الأطعمة في مطبخها فارغة.
" آه يا إلهي، حقًا ليس لدي شيء لأقدمه.
يجب أن أذهب إلى المتجر فورًا وأشتري شيئًا من الطعام من أجل العشاء. "
تناولت محفظتها وأخذت تعد ما لديها من مال: خمسة دراهم والقليل من الفكة.
" حسنًا، أستطيع أن أشتري بعض الخبز وربما شرائح من اللحم، على الأقل. "
لبست معطفها وأسرعت خارج البيت، اشترت خبزاً وبضعة شرائح من اللحم.
لم يبقِ لمرتا إلا القليل من الفكة التي يجب أن تكفيها حتى يوم الاثنين.
قالت في نفسها "لا يهم"، وهي ترفع كيس المشتريات الصغير لتعود به الى بيتها.
"سيدتي، هل تستطيعين مساعدتنا؟"، قاطعها صوتان.
لم تلاحظ مرتا هذين الظلين الموجودين في الزقاق المعتم.
رجل مع امرأة مسنة،
كلاهما يلبسان ثيابًا رثة لا تقي من البرد.
" سيدتي، ليس لي عمل، وتعلمين أنني وأمي نعيش هنا في الشارع.
لقد أصبح الجو باردًا،
ونحن نشعر بالجوع،
فهل تستطيعين مساعدتنا؟".
نظرت مرتا إليهما.
" سيدي، أنا أتمنى مساعدتكما،
ولكن أنا نفسي امرأة فقيرة.
كل ما لديّ كمية ضئيلة من الطعام،
ولديّ ضيف مهم
ضيف مهم جداً سيأتي الليلة إلى العشاء،
كنت أحب أن أقدم له هذا الطعام. "
رد الرجل: "حسنًا سيدتي، أنا أتفهم، أشكر لك شعورك الطيب. شكرًا على كل حال!"
ووضع يده حول كتف المرأة، وانطلقا باتجاه الزقاق.
شعرت مرتا، وهي تراهما يبتعدان، بوخز خفيف في قلبها. فصرخت : "سيدي، انتظرْ، إنتظر من فضلك!!".
فتوقف الاثنان وركضت وراءهما قائلة: "أنظر، أرجو منك أن تأخذ الطعام. سأتدبر أمري مع ضيفي".
وناولت الرجل كيس الطعام.
"شكرًا سيدتي"، قالت المرأة المسنة، التي كانت ترتجف من البرد.
قالت لها مرتا: "أتعلمين، لديّ معطف آخر في المنزل. خذي هذا المعطف".
وفكت مرتا أزرار معطفها، وألبسته للمرأة، ابتسمت واستدارت عائدة إلى بيتها دون معطفها ودون طعام تقدمه لضيفها. كانت ترتجف من البرد عندما وصلت إلى منزلها، وكان القلق يسير معها: "الرب قادم لزيارتها، وليس لديها ما تقدمه له."
ابتدأت تبحث في محفظتها عن المفتاح.
عندها لاحظت ظرفًا في صندوق بريدها.
"هذا غريب! رجل البريد لا يأتي مرتين في اليوم نفسه، وقطعاً ليس يوم السبت ".
فتحت المغلف وقرأت:
عزيزتي مرتا، سررت برؤيتك مرة أخرى.
شكرًا للوجبة الرائعة،
وشكرًا أيضًا من أجل المعطف الجميل
مع حبي الدائم
يسوع المسيح.
كان الجو لا يزال قارصاً، لكن مرتا لم تعد تشعر بالبرد مع أنها بلا معطفها.
لأن هنالك معطف آخر كان يلفها ويقيها من برودة الطقس
معطف المسيح الذي لبسته بحبها للمحتاجين
هذا المعطف لم يدفئ جسدها من الخارج فقط
بل أضرم قلبها بحرارة محبة لا تقوى عليها برودة أي شتاء.
أخي،
يخبرنا الإنجيل المقدس أن "الله محبة"
فهل يملأ الله قلبك ؟
ان كان الله يملئ قلبك ستملك المحبة عليك
محبة لمن يحبك، ولمن لا يحبك أيضا !!!
فهل هنالك محبة تجتاح قلبك لتكسبه حرارة ودفئ داخليين لا تقوى عليهما برودة سلوكيات الآخر تجاهك؟
أم أنك لا تزال تشعر بالبرد القارص الذي لم تعد تشعر به مرتا؟
قد تقول لو طلب مني الله أي شيء سأفعله!!
دعني أقول لك وبصدق: ألله يطلب منك شيء بإمكانك أن تفعله:
يطلب منك المحبة -
ليس المقصود محبة بالمشاعر فقط
بل محبة بالأعمال أيضاً . وهذه الأعمال نسميها "أعمال محبة"
وهي أعمال بسيطة لكنها مدفوعة بمحبتك ورحمتك للآخر
تماماً مثل عمل مرتا بقصتنا هنا!!
بالقليل الذي كان لديها لها أفرحت قلب الرب نفسه.
ألله لن يطلب منك أن تشبع كل محتاج بهذا الكون،
لكنه يطلب الشيء البسيط الذي تستطيع أن تفعله!!
لأ أظنك أفقر من مرتا، التي وبقليل من الدراهم أعطت أكثر مما قد يعطي أي غني.
قلبها الكبير كان هو العطاء الحقيقي الذي تجسد خارجياً بعطاء الطعام والمعطف.
وهذا ما يطلبه الله منك:
العطاء بقلب كبير للآخر كأنك تعطي المسيح:
لا تفكر أن الله يريدك أن تعطي فقط نقوداً
يمكنك أن تعطي الكثير غير النقود: ولتملئ المحبة الإلهية قلبك فتثمر بأعمال محبة تمجد اسم الله
لكي كل من يراك يمجد أباك الذي في السموات.
"هدفي يسوع"