Admin Admin
المساهمات : 2089 تاريخ التسجيل : 09/09/2009
| موضوع: أتعلم من المسيح ... وخليك كبير ... الأحد فبراير 21, 2010 12:56 am | |
| من الحكايات الطريفة التي تروي عن الجيش الأمريكي حكاية مجند حديث العهد بالجيش ، كان يكنس طريقا في إحدى الثكنات ، فمر به رجل يرتدي بزي عسكرية . فناداه المجند : - أيها الزميل ، ساعدني في رفع هذا الصندوق جانبا لو تكرمت . استجاب الرجل ذو النبرة العسكرية ، فشكره المجند ... ومضي الرجل في طريقه . وما أن ابتعد قليلا حتى أقبل جندي آخر جاحظ العينين من الدهشة والخوف ، وقال للمجند : - ما هذا الذي فعلته ؟!! ... هل تعلم من هو الذي ساعدك في حمل هذا الصندوق؟!! قال المجند : لا فقال الجندي : - إنه الجنرال برشنج ... القائد الأعلى للقوات العسكرية . بهت المجند ... وأسرع ليلحق بالجنرال ، وقال له معتذرا : - سيدي الجنرال ... سيدي الجنرال ... أنا آسف ... أنا آسف جدا ... لا تؤاخذني يا سيدي ، فلم يمض على في الجيش سوي بضع ساعات ، والنبرة العسكرية في عيني سواء كلها . ولا أستطيع بعد أن أميز بين الرتب العسكرية المختلفة ... فأرجوك يا سيدي أن تغفر لي . ابتسم القائد ، وربت على كتف المجند برقة وعطف ، وقال له : - هون عليك يا ابني ولا تخف ... ثم سكت الجنرال برهة ، وبرقت عيناه ، انحني بقامته المحدودة نحو المجند ، وعاد يقول بهدوء وبصوت منخفض خفيف : - ولكن اسمع بصيحتي يا ابني ، ولا ترتكب هذه الغلطة مع أحد من الضباط الملازمين الصغار . ويعلق راوي القصة فيقول : - وقد أعجبني هذه القصة لأني حين أعود بالذاكرة إلى أيامي الخوالي الماضية ، أجد أن أكثر ما لقيته من المتاعب إنما جاءني من الضباط الصغار . أيها الأحباء ... إن الكبار ـ أدبيا وروحيا ـ هو الذين يتصنعون بالوداعة والتواضع . والمحبة وطول الأناة ، والبساطة والرقة في التعامل مع الآخرين بغض النظر عن مواقعهم في الحياة ، وهم الذين لا يرضوا أنفسهم بإصرارهم بأنانية على حقوقهم ، بل بالحري يتعاملون مع إخوتهم الضعفاء بلطف واعتبار . ولا يتصيدون لهم الأخطاء ، بل ويلتمسون لهم الأعذار . وفي ذلك يقول الحكيم : " لا تقل : كما فعل بي هكذا أفعل به . أرد على الإنسان قبل عمله " ( أمثال 24 : 29 ). أما صغار الناس ـ الصغار أدبيا وروحيا ـ فهم على النقيض من ذلك ، فإن غيرتهم على منزلتهم وتيههم وكبريائهم وغطرستهم هي دائما على قدر نصيبهم من القلة والصغر والاهتمام بتوافه الأمور . وكلمة الله تعلمنا أن " المحبة تحتمل كل شئ " ( 1 كو 13 : 7 ) . والمحبة التي تحتمل كل شئ تفعل أمرين : (1) تغفر الإساءة ( متى 18 : 21 – 22 ؛ رومية 12 : 17 – 21 )(2) تستر العيوب وكل الذنوب ( أمثال 10 : 12 ؛ 1 بطرس 4 : 8 ) وكلمة الله تعلمنا أيضا أن الواجب الذي تمليه المحبة على الأقوياء روحيا هو أن يحتملوا أضعاف الضعفاء ولا يرضوا أنفسهم " فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء ، ولا نرضي أنفسنا . فليرض كل واحد منا قريبه للخير ( أي خيره ). لأجل البنيان ( بنيانه ) . ( رومية 15 : 1 –2 ). ومثالنا الكامل في هذا هو ربنا المعبود الذي تميز بمشاعر إنسانية رقيقة وسامية . إنه الشخص الوديع والمتواضع القلب الذي خلت حيات من كل خشونة . قط لم يجرح أحدا مع أنه تعرض لكل أنواع التجريح . ولكنه " إذ شتم لم يكن يشتم عوضا ، وإذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل " ( 1 بطرس 2 : 23 ) . كان يحس بمشاعر الآخرين ويقدر ضعفهم وصغر نفوسهم ، وكان يترفق بكل عاثر أو ساقط . وكان يحنو بكل عاق سقيم ، متأنيا ومترفقا بالجميع . إنه المكتوب عنه : " قصبة مرضوضة لا يقصف ، وفتيلة مدخنة لا يطفئ " ( متى 12 : 20 ). وتأملوا معي ـ أيها الأحباء كيف أحب المسيح تلاميذه ؟ وكيف أظهر محبته لهم ؟ أليس بطرق كثيرة من بينها احتماله إياهم في أخطاءهم وجهالتهم وعدم أمانتهم ؟ ألم يظهرها في شفقة عليهم وسهره الدائم في العناية بهم ؟ ألم يخدمهم في جميع النواحي وفي كل الظروف وبكل الطرق ؟ إذا ما معني أن نحب بعضنا بعضا كما أحبنا هو ( يو 13 : 34 ؛ 15 : 12 ) ؟ أليس باتخاذه مثالا لنا ( 1 بطرس 2 : 20 – 23 ؛ متى 11 : 28 – 30 ) . ولكن آه . ما أبطأ قلوبنا في تعلم هذا ! ويقول الكتاب : " فالبسوا كمختارى الله القديسين المحبوبين أحشاء رأفات ، ولطفا، وتواضعا ، ووداعة ، وطول أناة ، محتملين بعضكم بعضا . ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على أحد شكوى . كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضا . وعلى جميع هذه ألبسوا المحبة التي هي رباط الكمال . وليملك في قلوبكم سلام الله الذي إليه دعيتم في جسد واحد ، وكونوا شاكرين " ( كولوسى 3 : 12 – 15 ). أيها الأحباء ... اقرأوا هذه العبارات المرة بعد المرة ، واقرأوها بعناية ، وتفكروا في أنه مطلوب أن نلبس أحشاء رأفات ، ولطفا ، وتواضعا ، ووداعة ، وطول أناة . هذه هي الثياب الروحية المقبولة عند الله وعند الناس . مطلوب أن يهتم كل منا بالآخر ويصدق في محبته له . إن هذا الدرس لازلنا في احتياج عظيم لأن نتعلمه من الرب يسوع. وأن يبدو فعله ظاهرا في احتمالنا أضعاف الضعفاء وفي محبتنا بعضنا بعضا من قلب طاهر بشدة ( 1 بط 1 : 22 ) . عزيزي ... أتعلم في مدرسة المسيح ... أتعلم من المسيح ... أتعلم المسيح ... وخليك كبير .... __________________ | |
|
Admin Admin
المساهمات : 2089 تاريخ التسجيل : 09/09/2009
| موضوع: رد: أتعلم من المسيح ... وخليك كبير ... الأحد فبراير 21, 2010 1:02 am | |
| | |
|
دموع البابا عضو مميز
المساهمات : 690 تاريخ التسجيل : 13/02/2010
| موضوع: رد: أتعلم من المسيح ... وخليك كبير ... الأحد مارس 07, 2010 11:56 am | |
| ميرررسي ناصر علي المووضوع الجميل دي ربنا يبارك حياتك وخدمتك | |
|