يعتمد "الإسلام السياسى" على استخدام الدين لتحقيق مطالب سياسية، يستوى فى ذلك سنة وشيعة فالإخوان ألسنه يسعون لتطبيق الحاكمية الإلهية "إقامة الدولة الدينية التى تطبق الشريعة بدلاً من القوانين الوضعية" فالحاكمية المشرّع هو العقل الإلهى، أما الدولة المدنية المشرّع هو العقل البشرى ينادى الشيعة بولاية الفقيه تعنى القيادة بالنيابة عن الإمام المهدى فى حال غيبته، فالفقيه العادل هو ولى أمر المسلمين وإمامهم، ومن وجب على الجميع طاعته، بما فى ذلك المجتهدين والعلماء.
سعى الجميع سنة وشيعة بتطبيق إسلام طبقا لرؤيتهم فظهر إسلام طالبان وإسلام الوهابية وإسلام الجماعات الإسلامية والشوقيين والتكفير والهجرة القاعدة.. إلخ، واختلفت جميع الجماعات الإسلامية فى التفاصيل واتفقوا فى هدف واحد تطبيق شرع الله والعودة للسلف الصالح "عهد الخلافة الرشيد" لدغدغة مشاعر البسطاء.
الإسلام السياسى للإخوان بمصر:
نجح الإخوان فى الفوز بعشرين بالمائة تقريباً من مقاعد سيد قراره، واخترقوا النقابات والأحزاب فأفسدوا الحياة السياسية والحزبية والنقابية فتجمد حزب العمل وصحيفته ووهن حزب الوفد وأفسدوا النقابات، فنقابة الصحفيين والمحاميين ضمت بين أعضائها عناصر إقصائيين من الإخوان!! فأدى ذلك إلى فساد النقابات وضربة قاضية لمصر والمجتمع المدنى وعلى صعيد دول الجوار أيدت حركة الإخوان حماس "إخوان غزة" التى ابتلى بها الشعب الفلسطينى وقتلوا أعضاء فتح فمنهم من ألقوا به من الطابق الثامن عشر، ومنهم من أفضوا بجسده 45 طلقة دفعة واحدة! ولم يعيروا اهتماما بدم الرائد العيسوى ضابط حرس الحدود المصرى شهيد الواجب المقدس كما أيدوا محاولة حزب الله لبلبلة الجبهة الداخلية المصرية، هذا السيناريو الحقيقى أسقط الإخوان ومشروعهم السياسى وعراهم من طالبى دين إلى طالبى سلطة، وأكدوا أنهم ليسوا جماعة دعوية بل جماعة دنيوية تسعى للسلطة متخذه الدين مطية لها .
وظهرت ديكتاتورية الإخوان فى مكتب الإرشاد، فى إقصاء الجيل الجديد منهم كما عبروا عن انتمائهم الوطنى على طريقتهم بمرشدهم العام "طز فى مصر وأبو مصر واللى فى مصر" وأعلنوا وثيقة فتح مصر!! وأظهروا غدرهم فى مشروعهم الإقصائى لأقباط مصر وعملهم الهدام فى مناحر المحروسة بإشعال الفتنة الطائفية فى ربوع مصر .
الإسلام السياسى الشيعى سقط هو الآخر فتزوير الانتخابات الإيرانية لصالح أحمدى نجاد القريب من خامنئى بملايين الأصوات أسقط هالة القداسة التى لطالما حاولوا التشبث بها وفضح خامنئى نفسه فى خطابه أمام مئات الآلاف من المصلين يوم الجمعة
19/6/2009 ففى كلمته المملوءة بالتهديد والوعيد لم تمسحها دموعه الأخيرة فى تمثيلية هزلية حينما صرح وهو يبكى "أنا روحى فدائكم رغم أنى لى جسما ناقصاً وضعيفاً" لم تفلح هذه الكلمات لاستدراك عطف الإيرانيين بعدما هدد الكثير من المعارضين فاستمرت المظاهرات ضد التزوير ومات تسع فى اليوم الأول وتسعة عشر فى اليوم الثانى والبقية تأتى، كما ظهرت أعمال قتل وحشية وممارسات يندى لها الجبين بواسطة رجال الحرس الثورى.
أخيراً خطورة الإسلام السياسى فى حقوقهم اللانهائية.. لهم هالة من القدسية وهم مرجع لأنفسهم ويتحدثون باسم الله لذا استخدموا الله والدين للوصول لهدفهم فليس من الغريب أن تسمع "حزب الله، جيش الله، سيف الله، أسد الله.. إلخ" فمن يجرؤ أن يقف أمامهم فهو ضد الله وينطبق عليه حدود الله.
فبعد سقوط الدولة الدينية التى يطالب بها فى الفكر الإخوانى السنى أو الشيعى الحل يكمن فى دولة مدنية وحياة سياسية صحية بعيداً عن الأحزاب الكرتونية.
" تحيا الأخطاء عارية من أى حصانة ... حتى لو غطتها كل النصوص المقدسة" من أقوال غاندى