توفي والد و والدة احد الشباب غير المسيحيين بالمدينة , و أنتهز عمه الفرصة , فأستولي على كل ممتلكاته و رفض الصرف عليه أو على تعليمه ....
حاول الشاب معه جاهدا ولكن بلا فائدة ...... وكاد يتحطم و هو يرى مستقبله يضيع , و عمه يعامله بقسوة شديدة, ولا يريد أن يعطيه ولو جزء من حقه ..!
و بينما هو في شدة حزنه أشار عليه بعض الناس أن يذهب الى مطران النصارى " ألأنبا بنيامين" , فذهب أليه يجر خيبة آماله .
و عندما تقابل مع ألأنبا بنيامين حكى له ظروفه و مشاكله ... فنادى سيدنا على تلميذه فوزي وقال له : "هات سرير من فوق و حمله على عربيه وأجر ليه حجره"
وأعطاه ثمانية جنيهات في يده وقال له : كل ما تحتاج حاجه تعال و خدها , المطرانية مفتوحة لك.
ظل هذا الشاب يتردد على سيدنا , فيعطيه مره خمسة جنيهات , و مره ثمانية وأخرى عشرة.. وكان قد بدأ يحسب جملة المبلغ التي أخذها فوجد أنها وصلت
ألي مائة و ستون جنيها غير الملابس والقماش ...!!
وعندما انتهى هذا الشخص من دراسته , والتحق بعمل مناسب ....جاء وتقابل مع سيدنا ليشكره على رعايته له طول هذه الفترة وأراد ان يسدد جزءا من المبلغ....
فاخرج من جيبه عشرون جنيها ليعطبها لسيدنا على ان يقسط باقى المبلغ تباعا ....
فتضايق سيدنا و قال له : "اوعى تقول كده تانى ...لاهاقابلك ولاهادخلك المطرانية لو عملت كده تانى ... أنا يابنى لم أعطك حاجه
, ده ربنا هو اللى بيعطى الكل .. أنت أبنى ..! و اللي محتاجه تأخذه ". و رفض سيدنا أخذ مليم واحد منه
ومرت الأيام وتنيح الأنبا بنيامين , وفي اليوم الأربعين لنياحته , فوجىء الجميع بشاب غير مسيحي يصر أن يتكلم في حفل التأبين الذي أقامته المطرانيه ,
فسمحوا له ,وأخذ هذا الشاب يحكي قصته و الدموع تملأ عينيه
صديقي........
هذا مثال رائع للمحبة المسيحية التي لا تفرق بين مسيحي أو غير مسيحي , بين خاطىء أو بار , بين عدو أو صديق ....بل هي محبة صافيه عطاءه
وباذله , مصدرها هو الله الذي يشرق شمسه على الأبرار و الأشرار ......اخيكم: ناصر ابن الامير تادرس