أغلى هدية؟؟؟؟؟؟ تفتكر تكون أية
أوشك الشاب (بيل)على انهاء دراستة وقد وعدةأبوة بأن هديتة له بمناسبة التخرج سوف تكون سيارة جديدة يختارها الأبن بنفسه..وقد قضى الشاب عدة شهور متنقلا بين معارض السيارات حتى اختار سيارة فاخرة أعجبته ..وتمر الأيام و الأسابيع القليلة و ينجح الشاب ويتخرج.. وعندما عاد الى منزله بعد حفل التخرج استقبله الأب مسرورا وفخورا به...
وقدم الأب لإبنه فى يده هدية أب محب لإبن مجتهد.. وكان الإبن يتوقع أن تكون الهدية هى عقد شراء السيارة أو شيك بثمنها حسب الوعد المتفق عليه .... ولكن الهدية لم تكن هكذا .... لقد كانت هدية مغلفة بورق فاخر عندما فتحها الشاب وجدها عبارة عن (كتاب مقدس )
للأسف الشديد غضب الشاب و ثار و ألقى بالكتاب المقدس على الأرض ... واندفع كالصاروخ تاركا المنزل... حاول الأب و الأم أن يتحدثا معه ولو قليلا ولكنه فى غضبة كان قد أغلق أذنيه وطار خارج المنزل بعد أن ظن أن أباه رجع عن وعده له.
طال غياب الإبن عن البيت ولم يعرف له الوالدان مكانا... وهو فى جحود لم يفكر فيهما ولا حتى فى الإتصال بهما ولو من قبيل السؤال و الإطمئنان.... واستمر هكذا حتى جاءه خبر وفاة أبيه... فرجع الى البيت سواء لتلقى العزاء أو للبحث عن نصيبه فى الميراث؟؟؟؟
بعد انتهاء أيام تلقى العزاء أخذ الشاب يفتش فى أوراق ابيه ليعرف نصيبهفى الميراث ...فوقع نظرة على الكتاب المقدس الذى سبق وأن قدمه له أبوه هديه وهو بدوره ألقاه على الأرض...
وكم كانت دهشة الشاب لتلك الورقة التى كانت بداخل الكتاب؟؟؟؟
لقد تساقطت الدموع من عينيه ولم يستطع أن يمنعها... لقد كانت هذه الورقة عبارة عن شيك مصرفى مؤرخ بنفس تاريخ يوم التخرج و بكامل ثمن السيارة التى سبق و إختارها بنفسه...فلقد ظن الإبن وقتئذ أن أباه رجع عن وعده .... ولكن الأب فى محبته الكبيرة لإبنه أراد أن يضاعف الهدية لا أن يتراجع عنها...كما أراد أن يجعلها هدية مصبوغة بصبغة روحية وليست مادية فقط ...لذلك وضع الشيك داخل الكتاب المقدس ليجعل الشاب كلمة الله نورا لطريقه فى حياته العملية المقدم عليها كقول داود النبى: سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى(مزمور 119:105)
من سلسلة قصص قصيرة للقمص تادرس يعقوب