التجارب تؤدى إلى النمو الروحي
[size=16]ربما
وصلت مرة من المرات إلى مرحلة اليأس من الحياة، وفكرت في أن كل الناس قد
تخلوا عنك، وأنك محاط بالأحزان لأجل الخطايا التي ارتكبتها. ولكن يجب أن
تعتبر هذا إعلان عن حب الله لك أكثر من كرهه لك، لأن الرب في هذه الحياة
يحب أن يضبطنا لأننا أولاده، لكى تكون أرواحنا في الحياة الأخرى في حالة
طهارة ونقاوة.
مكتوب في الكتاب المقدس " لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله " (عب 12: 6 ).
فلذلك
إذا وجدت إنساناً ارتكب أخطاء عظيمة، ولم يعاقبه الله ولم يتألم جسده بأي
نوع من الأمراض أو المحن، فتأكد انه متروك من الله لضخامة هذه الخطايا،
وهذا الإنسان لا يعاقب من الله لأنه غير مستحق الخلاص. ولكن أنت توبخ حتى
لا تُسلم إلى الموت الأبدي، يقول داود النبي " تأديبا أدبني الرب وإلى
الموت لم يسلمني " ( مز 117 ).
حتى
أورشليم عندما ارتكبت جريمة أمام الله بقتلها الأنب1: الذين أرسلوا إليها
لخلاصها، عانت من الدمار والسبي إلى بابل حتى يرجع أولادها إلى المسار
الصحيح، فهذا تأديب يؤدى إلى الإصلاح، فبعد انقضاء سبعين سنة رجعت المدينة
مرة أخرى إلى مجدها السابق، وأظهر الله تحننه وأرسل لها كلمات التعزية على
يد رجال الله الأنبياء القديسين قائلاً: " قد رجعت على أورشليم
بالمراحم.....، والرب يعزى صهيون بعد، ويختار بعد أورشليم " ( زكريا 1: 16
– 17 ).
لو
كنت مسيحيا بالحق فلابد أن تفرح لو قابلتك المصاعب لأنك ستكون أكثر
استحقاقا. ولو كنت خاطئا فلابد أن تفرح لو تألمت لأنه بهذه الطريقة ستنظّف
من خطاياك، وتجد عزاء في وقت رجوعك.
الآلام ذات فائدة في كل حالة، لأن الروح المنسحقة تعتبر ذبيحة لله، والله لا يحتقر القلب النادم والذليل.
إذا
أدب الله خاطئا ما، ولكنه رفض أن يغير طريقه القديم، وأنتابه اليأس من
الحياة وقال " لا توجد لدىّ فرصة للغفران، الله تخلى عنى، كل حياتي إلى
الهلاك ولا أتوقع سلام بعد الموت ". مثل هذا الشخص يظهر علامات موته،
ووقوعه تحت سيف اليأس، وينضم على تلك المجموعة التي يقول عنها النبي " لم
يرضوا مشورتي، رذلوا كل توبيخي " ( أم 1: 30 ).
يا
أصدقائي تحاشوا أن تصيروا هكذا بل لابد أن تستعدوا وترحبوا من كل القلب
بحكم الله، كما قال داود النبي: " إن كلماتك حلوة في حلقي أفضل من العسل
والشهد في فمي " ( مز 119: 103 ).[/size]