شهود سرالميلاد العجيب: جزء ثان
__________________________
+ من شهود ميلاد المسيح رجل بار وهو من اورشليم وكان بارآ تقيآ ,وكان اسمه سمعان وكان سره أنه:
(ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه لو 2 : 25)
ويقول التقليد أنه كان من المترجمين للتوراه وأحتارا عندما كان يكتب الاية الخاصة بأشعياء:
ولكن يعطيكم السيد نفسه آية.ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اشع 7: 14
ففكر فى أن يغير النص من كلمة عذراء حتى تكون مقبولة ,ولكن اوحى له من الله أن لا يغير شيئ وانه أخذ وعد من الله انه لن يموت حتى يشاهد ويتحقق بنفسه من هذه الاية :
(وكلن قد اوحى إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب لو 2 : 26)
ومن هذا الوقت وهو منتظر مسيح الرب , وتقدمت به الايام وصار شيخ كبير ولكن كان قلبة متلهف لرؤية مسيح الرب ,وكان يحلم طول الايام باليوم الذى يأتى فيه المسيا, ويترقب كل نهار جديد مجيئه!!
ولان الروح كان عليه فكان يقدم له الصبر والتعزية المستمرة , ويشجع نفسه ويعزى قلبه بقرب مجيئ المسيا , وفى يوم جديد من أيام إنتظار هذا الرجل التقى وفى وقت غير متوقع اشرقت شمس يوم جديد ولكنه غير عادى ,ففى صباح هذا اليوم أيقظ الروح سمعان الشيح فى الفجر ,
وألهمه بسرعة الستيقاذ بل وهبه قوة جسدية أيضآ وحسه على الذهاب مسرعآ الى الهيكل :
فأتى بالروح الى الهيكل.وعندما دخل بالصبي يسوع ابواه ليصنعا له حسب عادة الناموس 28 اخذه على ذراعيه وبارك الله وقال 29 الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام. 30 لان عينيّ قد ابصرتا خلاصك 31 الذي اعددته قدام وجه جميع الشعوب. 32 نور اعلان للامم ومجدا لشعبك اسرائيل
لو 2 : 27 _ 32
لم يعلن له أحد عن الطفل يسوع ولم يكون له مرشد بل كان الروح القدس مرشده .هكذا كل منتظر بشوق ولهفة قلب ليسوع يكون الروح القدس مرشد له ليدله على يسوع !!
جاء الى الهيكل فى نفس الوقت الذى وصل فيه الى الهيكل العذراء ويوسف النجار ومعهم يسوع ! اسرع اليهم واخذ الطفل يسوع بلهفة واحتضنه وقبله وضمه الى حضنه بمنتهى الحب والفرح ..
كانت مشاعره منسكبه نحو المسيا وكان يقبله ويقول له لقد طال جدآ انتظرى لك انظر الى جسدى وشيخوختى لقد حطمهم الزمان ولكن أخير جاءت يا مسايا الدهور وها انت بين يدى كاد قلبه العجوز أن يخرج من بين ضلوعه ورفع عيناه الى فوق بعد أن ابصر بهما خلاص الرب وقال أظن يارب كفاية جدآ هكذا اطلق عبدك بسلام لان اليوم المنتظر قد جاء خلف سنين من الانتظار ووسط دهشة العذراء ويوسف النجار :
(وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه لو 2 : 33)
لكنه تقدم نحو العذراء ومن الروح الذى كان عليه باركها ونطق بالروح وقال لها :
ها ان هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في اسرائيل ولعلامة تقاوم. 35 وانت ايضا يجوز في نفسك سيف.لتعلن افكار من قلوب كثيرة لو 2 : 34 _ 35
نعم فهو جاء لينهى على كل ملكوت الشيطان ومن يتبع ملكوت الشيطان .جاء لسفوطه من السماء كالبرق :
فقال لهم رأيت الشيطان ساقطا مثل البرق من السماء لو 10 : 18
ولقيام الانسان وارتفاعه الى السماء كل هذا بعلامة تقاوم وهى الصليب .اما انتى ايتها العذراء الام لسوف يجوز فى نفسك سيف ليخترق الى اعماق قلبك عندما تنظر الحمل والفادى معلق على الصليب لخلاص البشرية.
وهذا انسان أخر يكون شاهد ومعاين ميلاد المسيح العجيب وهو القديس سمعان الشيخ الذى ظل منتظر المسيا سنين طويلة واخيرآ وجده وحمله بين ذراعيه وبارك الله به واسلم روحه بسلام واطمئنان على رجاء قيامة المسيا من الاموات .
__________________________________________________ ______________________
++ والشاهد ايضآ على ميلاد المسيح أيضآ هى أمراة عجيبة جدآ نبية عمرها 105 سنة قضت منهم 84 سنة فى الهيكل تعبد وتصلى وتصوم ,حتى تكونت عندها بصيرية روحية , لمعرفة المسيا بدون أن يرشدها احد اليه وتسمى حنة النبية ,
وهى بنت فنوئيل ويعنى " وجه الله " من سبط أشير ومعناه " الحظ السعيد " وهو من الاسباط العشرة المستوطنة للجزء الشمالى .وكانت فعلآ محظوظة .فلقد قادها روح الله .
بالبصيرة الروحية التى تكونت عندها الى الهيكل :
وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط اشير.وهي متقدمة في ايام كثيرة.قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها. 37 وهي ارملة نحو اربعة وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة باصوام وطلبات ليلا ونهارا
لو 2 : 36_ 37
وعندما نظرت مسايا الدهو محمل على ذراعى امه مريم العذراء فى الهيكل انخطف قلبها واستنارة عيناها وسجدت امامه ,وغمر قلبها فرح لا ينطق به,فهذا هو المسيا التى كانت تنتظره وكانت نفسها وروحها تشعر به خلف الازمنة الماضية 84 سنة تتعبد فى الهيكل منتظرة هذه اللحظة .
تنبأت كثيرآ من اجل هذا الطفل العجيب لم تكن تصدق انه لسوف يأتى اليوم لترى بعينيها ما كانت تتنبأ عنه ,كان الروح عليها وكان يغمرها بالفرح لمجرد أنها كانت تتكلم عنه خلف الازمنة كان قلبها يراه مرات ومرات ولكن بروح النبؤة ولكن اليوم ها هو امام عيناها :
فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في اورشليم لو 2 :38
لم تتملك نفسها فوقفت تسبح فى وسط الجميع تسابيح مبهرة تعلمتها من الروح القدس! فعندما سمعها جميع المنتظرين فداء اورشيلم ,جذبت ارواحهم تهللت نفوسهم معها أنجذب الجميع لها وساد صمت بين الجميع بينما أخذت حنة النبية الامرأة العجوز تسبح وتشدو بصوت عذب مفرح للقلوب تسابيح رائعة فرحت قلوب السامعين وعوت نفوسهم .
وحينئذآ التف حولها الجميع ففتحت فاها بالروح وتكلمت عن المسيا وعن الخلاص والفداء العظيم الذى سوف يكمله المسيا بعد وقت بسيط جدآ وكان الطفل يسوع وهو الله ينظر الى المرأة النبية وهى تنظر اليه يراه تتكلم عنه بأسرار وتنظر اليه فيعطيها نور أكثر لتقول أسرار تخطف عقول وقلوب السامعين .
هذه شاهد أخر لميلاد المسيح العجيب سرها فى حبها وانتظارها لسنوات طويلة وبكل ايمان ويقين حتى جاء الزمان وتحقق الحلم ونظرت المسيا .
__________________________________________________ _______
++ ويأتى شهود أخرين ولكن هذه المرة ليسوا من اليهود ولكن من الامم فالمسيح ولد من أجل العالم كله ومن أجل كل انسان اى انسان على وجه الارض , انهم المجوس وهى كلمة ايرانية وكانوا دارسى فلك وكانوا أيضآ على درجة عالية من التعبد فكانوا يتعبدون للاله الواحد .
والواضح انهم كانوا يترقبون مجيئ المسيا ولقد دلهم الله عليه والعجيب ان الله استخدم علمهم ومعرفتهم ودلهم من خلاله على المسيا فلقد جاءوا الى اورشليم قائلين:
(أين هو المولود ملك اليهود ؟ فإننا رأينا نجمه فى المشرق وأتينا لنسجد له. مت 2 : 2)
حقآ هو مسيا العالم كله فهو يعلن نفسه لهؤلاء المجوس وهم ليسوا من شعب اسرائيل وليس عندهم الناموس و الانبياء التى قال عن المسيا الكثير والكثير !!
ولكن فقط هم يدرسون الفلك ولقد استخدم الله علمهم وداهم به على شخصه ولقد كان عندهم الايمان العجيب فهو قطعوا الف ميل حتى يصلوا الى اورشيليم وعندهم الاستعداد للتعبد والسجود للمسيا .
ومن العجائب الغريبة تطابق كلام قيل منذ 1400 سنة على لسان بلعام بن بعور وهو من نفس موطن هؤلاء المجوس وكان يعمل بالفلك مثلهم حيث أخذ بلعام وهو فى شبه غيبوبة ينطق بأهم نبؤة قيلت عن المسيح وعن نجمه من فم اممى هكذا :
(وحي بلعام بن بعور , وحى الرجل المفتوح العينين ,وحى الذى يسمع اقوال الله ويعرف معرفة العلى , الذى يرى رؤيا القدير ساقطآ وهو مكشوف العينين : اراه ولكن ليس الان ,ابصره ولكن ليس قريب .يبرز (يشرق) كوكب من يعقوب ويقوم قضيب (مللك) من اسرائيل عد 24 : 15 _ 17)
وأما هيرودس الماكر:
فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع اورشليم معه. 4 فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم: «اين يولد المسيح؟». 5 فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لانه هكذا مكتوب بالنبي: 6 «وانت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا .لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي اسرائيل».
مت 2 : 3 _ 6
هذا هو الملك ارسل ليتحقق من مولد المسيا ليس لكى يقبله بل لكى يقتله خوفآ على ملكه , فظلمت حياته ولم يرى المسيا ولم يستطيع أن يصل اليه وعندما حاول أن يستخدم المجوس اعلن لهم الله أن يرحلوا بعيدآ عنه :
حينئذ دعا هيرودس المجوس سرّا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر. 8 ثم ارسلهم الى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي انا ايضا واسجد له. 9 فلما سمعوا من الملك ذهبوا واذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي. 10 فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا.
مت 2 : 7 _ 10
جاء المجوس من بلادهم على بعد الف ميل وتحملوا تعب ومشقة من أجل المسيا ,ولهذا سخر الله النجم لكى يهديهم فربما كان يظهر ويختفى امامهم ولكن عندما رأوا النجم أخيرآ فرحوا فرحآ عظيمآ جدآ . كان النجم هو صوت الله لهم يفرح قلوبهم صدقوا وامنوا ولذلك:
وأتوا الى البيت ورأوا الصبي مع مريم امه.فخروا وسجدوا له.ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرّا. مت 2 : 11
نعم من يصدق كلام الله وصوت الله الذى يتكلم به معه من خلال معرفته من خلال لغته قطعآ يرى الصبى ويرى امه !!لم يكن عندهم رؤساء كهنة أو كتبة يعرفون جيدآ وبالتدقيق مكان ميلاد المسيا وعلامات مجيئه !!
ولكن كان قلبهم يدلهم عن الله والمسيا فتكلم الله معهم بما عندهم بعلمهم علم الفلك وسخر الفلك لكى يرشدهم الى المسيا وفعلآ وصلوا ووجدوا الصبى مشتهى الامم وامتلاء قلبهم من جماله وعظمته وفعلآ قدموا له السجود كأله وقدموا له هدايا بروح النبؤة فلقد كان الروح عليهم طول الطريق والان حركهم الروح ليقدموا له هدايا .
ذهب لانه ملك الملوك , لبان لانه الكاهن الاعظم ورئيس الكهنة , ومر لانه ملك على خشبة الصليب ,ومن الامور العجيبة أنه يقال أن هؤلاء المجوس صاروا بعدذلك مسيحين واعتمدوا على يد توما الرسول وعظامهم احتفظت بها الملكة هيلانة واودعتها كنيسة اجيا صوفيا ثم نقلت الى ميلان بأيطاليا !!!
هؤلاء شهود اخرين من الامم انفتح قلبهم وبصيرتهم رغم انهم لم يكن لديهم اى انبياء واو اشارات على المسيا ولكن كل قلب بشرى فهو معد من الله لقبول المسيا ,فالمسيا لجميع البشر وهو ملك لقلوب جميع البشر ويتكلم ويدل عليه الله بلغة كل البشر مهما كانت لغتهم فقط اذا فتح الانسان قلبه يدخل فورآ مسيا الدهور ويسكن فيه .
أخيرآ لنا جميعآ رجاء أن نكون من شهود ميلاد المسيح العجيب وتضاف أسمائنا الى قوائم اسماء من شاهدوا المسيح المولود وصاروا شهودله ,فقلبونا هى المذود ولابد أن يولد المسيح فينا .ونراه فينا ونفرح به ونهلل له وهذا هو طلب القديس بولس لنا فهو يقول:
ليحل المسيح بالايمان في قلوبكم اف 3 : 17