حكم القتل أو الأعدام في الكتاب المقدس
من حق الدوله و هيئاتها الشرعيه اصدار الحكم باعدام القاتل و ليس من شأن الأفراد صونا للأمن البشري من الفوضي .
( " سافك دم الأنسان بالأنسان يسفك دمه " ( تكوين 9 : 6
(" الذين يأخذون بالسيف بالسيف يهلكون " ( متي 26 : 52
الحاكم" لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر"
( رو 13 : 1 ـ 4 )
بقلم القمص مرقس عزيز خليل
نصت الشريعه الألهيه علي ان " سافك دم الأنسان بالأنسان يسفك دمه " ( تكوين 9 : 6 ) , و هذا أول نص الهي لتحصين حياه الأنسان علي الأرض بعد الطوفان . اما قبل الطوفان فقد حصن الله قائين قاتل اخيه , لا تهوينا لرذيله القتل فأن العقوبه التي عوقب بها قائين كانت أشد و أصعب من الأعدام , حتي انه هو نفسه خشي هذه العقوبه و فزع منها , لأن حياه القلق و الأضطراب التي .التزم ان يعيشها كان الموت اهون منها
:لقد حصن الله حياه قايين للأسباب الأتيه
اولا : لأن وجوده كان ضروريا آنئذ لظروف عمران العالم
(ثانيا : لأتاحه فرصه التوبه له ( تكوين 4 : 13 ــ 16
(اولا : القتل و الأعدام في العهد القديم ( في اليهوديه
في الشريعه الموسويه حصن الله الحياه البشريه بالوصيه السادسه من الوصايا العشر " لا تقتل " ( خروج 20 : 13 ) . و قد أوضحت الشريعه الموسويه كيف يطالب الله بدم الأنسان المسفوك بيد أخيه , بأن نصت علي تحديد مدن الملجأ التي يلجأ اليها القاتل الذي قتل نفسا عن غير قصد ( سهوا ) [ عدد 35 : 6 , 11 , 12 , 22 ــ 28 ] و بذلك فرقت الشريعه بين القاتل عمدا و بغير عمد , فصرحت بقتل القاتل عمدا ( عدد 35 : 16 ــ 21 ) و حمايه القاتل بغير عمد .
يقول الله في العهد القديم في الوصايا العشر " لا تقتل " ( خروج 20 : 13 ) و لكنه في الوقت نفسه صرح بالقتل او الأعدام في حالات معينه , بل اننا نستطيع ان نقول ان الله في العهد القديم لم .يصرح فقط بالقتل و الأعدام بل أمر به كعقوبه لمن يقترف بعض الذنوب
:قتل الزاني و اعدامه
فالوصيه السابعه من الوصايا العشر في القديم تقول " لا تزن " ( خروج 20 : 14 ) . و الشريعه تأمر بأن " يقتل الزاني و الزانيه " ( لاويين 20 : 10 ــ 16 ) . و قد تحدث الكتبه و الفريسيون مع السيد المسيح عن المرأه الزانيه قائلين له : " موسي في الناموس اوصانا ان مثل هذه ترجم " ( يوحنا 8 : 5 ) .
:قتل القاتل و اعدامه
الوصيه السادسه من الوصايا العشر في القديم تقول " لا تقتل " ( خروج 20 : 13 ) و كانت عقوبه القتل هي قتل القاتل ايضا , سواء كان قتلا بغدر ( خروج 21 : 14 ) أو كان ضربا أفضي الي الموت " من ضرب لأنسانا فمات يقتل قتلا " ( خروج 21 : 12 ) , بل كانت عقوبه القتل تنفذ علي القاتل الذي يقتل قتلا غير مباشر : كأن يترك انسان ثوره النطاح طليقا فيقتل انسانا كقول الكتاب المقدس " ان كان ثورا نطاحا من قبل و قد اشهد علي صاحبه و لم يضبطه فقتل رجلا او امرأه (فالثور يرجم و صاحبه ايضا يقتل " ( خروج 21 : 29
:قتل من يعتدي علي والديه
تنص الوصيه الخامسه من الوصايا العشر علي اكرام الوالدين " اكرم اباك و أمك لكي تطول ايام حياتك علي الأرض التي يعطيك الرب الهك " ( خروج 20 : 12 ) , و تقول الشريعه " من ضرب (أباه أو أمه يقتل قتلا .. و من شتم أباه أو امه يقتل قتلا " ( خروج 21 : 15 , 17
:قتل من يكسر وصيه حفظ السبت
الوصيه الرابعه من الوصايه العشر في القديم تقول " اذكر يوم السبت لتقدسه " ( خروج 20 : 8 ) و تقول الشريعه " كل من صنع عملا في يوم السبت يقتل قتلا " ( خروج 31 : 15 ) .
:قتل من ينطق بأسم الله باطلا
الوصيه الثالثه من الوصايه العشر في القديم تقول " لا تنطق بأسم الرب الهك باطلا , لأن الرب لا يبريء من نطق بأسمه باطلا " ( خروج 20 : 7 ) و في ذلك تقول الشريعه " و من جدف علي أسم الرب فأنه يقتل , يقتله كل الجماعه رجما . الغريب كالوطني , عندما يجدف علي اسم الرب يقتل " ( لاويين 24 : 16 ) .
حكم علي نابوت اليزرعيلي بالموت نتيجه لهذه التهمه التي اتهم بها ظلما ( 1 ملوك 21 : 13 ) ,
بهذه التهمه حكم قيافا علي السيد المسيح ظلما بالموت و شق ثيابه قائلا : " قد جدف , ما حاجتنا (بعد الي شهود " ( متي 26 : 65
:قتل من يكسر الوصيتين الأولي و الثانيه
تنص الوصيه الأولي علي عباده الله وحده " انا الرب الهك .. لا يكن لك الهه اخري امامي " و تنص الوصيه الثانيه علي الا يصنع الشخص لنفسه تمثالا منحوتا او صوره و يسجد لهما و يعبدهما, وكسر هذه الوصايا يستوجب القتل , كان الله يأمر بأباده الوثنيين كما يأمر بقتل كل من يقدم ذبائح للأوثان ( خروج 22 : 20 ) , و قد قتل ايليا كل انبياء البعل ( 1 ملوك 18 : 40 ) . و ايضا من ينشرون الوثنيه و المشعوذين كالسحره و العرافين " لا تدع ساحره تعيش"( خروج 22 : 18 ) و كل من كان يزيغ انسانا عن عباده الله كان يقتل( تثنيه 13 : 5 , 9 , 15 ) ,
(ثانيا : القتل او الأعدام في العهد الجديد ( في المسيحيه
كل ما ذكرناه سابقا , كان في العهد القديم حينما كانت الوثنيه و الشر خطرا يهدد الأيمان بالفناء , اما في المسيحيه فلم يعد أحد من هؤلاء يقتل أو يرجم . ما عدا القاتل الذي ما يزال يطارده قول (السيد المسيح " من أخذ بالسيف فبالسيف يهلك " ( مت 26 : 52
:القتل ( الأعدام ) حق لله و للدوله
وصيه " لا تقتل " لا تعني أن الله حرم القتل عموما , بل وجدناه يأمر بالقتل في حالات محدده كما أشرنا فهو صاحب الأرواح جميعا , و من حقه أن ينهي حياه الناس في أي وقت يشاء و بأي طريقه يشاء .
ان وصيه " لا تقتل " كانت وصيه للمعاملات الفرديه , و لكن جماعه المؤمنين وقتذاك , و الدوله حاليا كدوله , لها الحق أن تقتل في نطاق القانون ,
اذا وجد شخص مجرم , فمن حق الدوله أن تحكم عليه بالأعدام و تقتله , و لا تكون بفعلها هذا قد كسرت وصيه " لا تقتل " لأن الله يأمر بقتل القاتل " سافك دم الأنسان بالأنسان يسفك دمه " ( تكوين 9 : 6 ) , و قد قال السيد المسيح لبطرس " رد سيفك الي غمده , لأن كل الذين يأخذون (بالسيف بالسيف يهلكون " ( متي 26 : 52
.فعندما يتم قتل مثل هؤلاء السفاحون يكون هذا تنفيذا لأمر الله فيهم
هذا حق للدوله و هيئاتها الحاكمه ذات الولايه الشرعيه و ليس من شأن الأفراد مطلقا لضمان .التحقق من موضوعيه القتل عمدا أو بغير عمد و صونا للأمن البشري من الفوضي
المسيحيه تؤيد حمايه الحياه الأنسانيه من القتله و المجرمين , و السلاطين الكائنه هي مرتبه من الله و في ذلك قال القديس بولس الرسول " أفتريد ان لا تخاف السلطان فيكون لك مدح منه لأنه خادم للصلاح , و لكن ان فعلت الشر فخف لأنه لا يحمل السيف عبثا اذ هو خادم الله منتقم للغضب من الذي يفعل الشر " ( روميه 13 : 1 ــ 4
علي ذلك فعقوبه الأعدام لا تتناقض مع الآيه السيديه " رد سيفك الي غمده , لأن كل الذين يأخذون (بالسيف بالسيف يهلكون " ( متي 26 : 52