لنبحث في المعمودية التي قبلها يسوع على يد يوحنا المعمدان ويكون السؤال التالي:
لماذا اتخذ يسوع معمودية معدة للخطاة وهو لم يكن خاطئا؟؟
لما يتعجب المعمدان نفسه ويسأل المسيح ((أنا محتاج لاعتمد منك وأنت تطلب مني المعمودية)) (متى 3 : 14)؟
الجواب على هذا السؤال نجده في الصوت السماوي القائل أنت هو ابني الحبيب الذي به سررت )(مرقس1 : 10 و متى 3 : 16 و لوقا 3 : 22).
الجواب :
الصوت السماوي صوت الآب , ردد العدد الأول من الإصحاح الثاني و الأربعين من أشعياء النبي و الذي يتوجه إلى ( عبد يهوه) العبد الذي كان يجب أن يتألم مكان شعبه .(أنت ابني الحبيب الذي به سررت ) تعني: ((أنت يا يسوع تقوم وتتم دور عبد يهوه الذي يتألم عن شعب الله ويحمل خطاياه . يأتي اليهود إلى المعمودية ليتطهروا من خطاياهم هم .وأما أنت فتعتمد لمغفرة خطايا الشعب. نعم أنت تعتمد استعدادا للآلام )).
وبما أن يسوع كان مستعدا لتحمل أعباء الشعب لم ينفصل عنه بل أتى إلى الأردن بالرغم من عدم حاجته الشخصية للمعمودية . وهذا يفسر لنا أن يسوع قال ليوحنا : (( يجب أن نتم كل بر )) لا برنا وحدنا يا يوحنا.
معمودية المسيح إذا هي مقدمة لآلامه وإذا كان لم يعمد هو نفسه فلأنه يعرف أن المعمد مدعو إلى ((الآلام فالموت من اجل الشعب)) وهو أتى ليموت لا ليميت .
إذا فمعمودية المعمّدين لا ترتبط بإيمانهم ولا فهمهم وإدراكهم
و الخلاصة الآن نصل بها إلى أن المعمودية الحقيقية هي معمودية موت – قد قام بها يسوع وأتمها كما قام بالخلاص وأتمه لأنه ((أحبنا أولا )).